سجّل في العاصمة دمشق منذ بداية العام الحالي 390 حالة سرقة ونشل أجهزة هاتف محمول ومبالغ نقدية تجاوزت في بعض الأحيان 100 ألف ليرة سورية، كما تم تسجيل عشرات حالات التحرش الجنسي والمشاجرات الجماعية.
واللافت أن جميع تلك الحالات سجلت أثناء تزاحم وتدافع المواطنين للحصول على مقعد في وسائل النقل (سرفيس أو حافلة) في مناطق "البرامكة - جسر الرئيس - السومرية - شارع الثورة"، وذلك بسبب الزيادة الهائلة في عدد سكان العاصمة وقلة المركبات المخصصة للنقل للعام بالإضافة إلى الحواجز الأمنية التي تعرقل حركة المرور وتطيل زمن انتظار المواطنين في مراكز تجمع "السرافيس".
تقول "مرام - طالبة جامعية" ساخرة إن "احتلال معقد في وسائل النقل يحتاج إلى لياقة بدنية عالية للجري خلف السرفيس وقوة عضلية لدفع المنافسين وإبعادهم، كما يحتاج إلى درع معدني للحماية من المتحرشين بالإضافة إلى إجراءات أمنية مشددة لحماية جهاز الهاتف الجوال ومحفظة النقود من اللصوص".
وتضيف بالنسبة إلى موضوع التحرش الجنسي أن "سكوت الفتاة يشجع المتحرش على الاستمرار وعليها أن تقوم بأي فعل لردعه حتى لو اضطرت للاستدارة ولكمه على وجهه، وترك باقي العمل للرجال المتجمعين والذين لم يتمكنوا من الصعود للسرفيس وهم سيتعاملون معه بشكل جيد".
وأكدت "ألمى - موظفة" أن إصرار سائقي حافلات النقل العام على "حشو" الحافلة بالركاب يخلق المتحرشين واللصوص.
وتؤكد الباحثة الاجتماعية سهى الخطيب، أن ظاهرة التحرش الجنسي في وسائط النقل ظاهرة جديدة على المجتمع السوري، وأن ممارسيها يعانون من ضعف للشخصية ولهم ميول جنسية شاذة غالبا، وأشارت إلى أن الازدحام الشديد وسكوت بعض الفتيات عن المتحرشين خوفا من "الفضيحة" يشجعان المتحرش على الاستمرار.
وأكدت "الخطيب" أن مواجهة المتحرش ستمنعه حتما من معاودة هذا الفعل .
وأشار مصدر في قيادة شرطة دمشق إلى أن القيادة وزعت عددا من عناصر الشرطة والأمن باللباس المدني في مراكز تجمع "السرافيس" لقمع ظاهرة السرقة والتحرش الجنسي، وأكد المصدر أنه تم القبض على 30 شخصا بجرم السرقة والنشل وعلى عدد آخر بتهمة التحرش والإساءة للآداب العامة، وبين المصدر أن بعض عناصر الشرطة والأمن قاموا بالقبض على عدد من المتحرشين داخل حافلات النقل العام وهم خارج أوقات دوامهم الرسمي.
ومع بدء العام الدراسي في شهر أيلول ازدادت حالات السرقة والتحرش بسبب زيادة الضغط على وسائل النقل مع تحرك عشرات آلاف الطلاب من وإلى جامعاتهم ومدارسهم يوميا وارتباط معظم سائقي "السرافيس" بعقود نقل لمدارس خاصة وروضات أطفال وبقاء عدد قليل من المركبات في الخدمة خاصة في أوقات الذروة (7 - 8 صباحا و2 - 3 بعد الظهر) في مدينة وصل عدد سكانها إلى أكثر من 7.5 ملايين نسمة.