تملكته مشاعر الغضب، وسيطرت عليه الرغبة في الانتقام، بعد أن شعر بالإهانة، بسبب رفض خطيبته الاستمرار في ارتباطهما، وإصرارها على فسخ الخطوبة، واعتزامها الارتباط بشخص آخر غيره، وعقد العزم على أن لا تكون لغيره، حتى لو كان الثمن التخلص منها بقتلها.
انتهز "محمد" الشاب العشريني، الذي يعمل "فران"، فرصة وجود "سامية" الفتاة العشرينية، بمفردها بمنزل أسرتها بمساكن الرصف التابعة لمنطقة القلعة بمدينة دمنهور في البحيرة، وتسلل إلى منزل خطيبته السابقة، مستغلا وجودها بمفردها وانهال عليها بالطعنات بسكين ثم ذبحها من رقبتها، وأرداها جثة هامدة، وعقب ذلك فوجئ بوجود ابنة شقيقتها "جنا" 8 أعوام، فذبحها هي الأخرى وفر هاربا.
تلقى اللواء جمال الرشيدي مدير أمن البحيرة، إخطارا من اللواء محمد هندي مدير المباحث الجنائية، بتلقي مأمور قسم شرطة دمنهور، إشارة من المستشفى التعليمي، بوصول "سامية. س. ح" 18 عاما، ربة منزل، وابنة شقيقتها "جنا. ص. ف" 8 أعوام، تلميذة، مقيمتان في أبوالريش بدمنهور، جثتين هامدتين، إثر إصابتهما بجروح ذبحية بالرقبة وأخرى طعنية متفرقة بالجسم.
واتهم شقيق الأولى "السيد" 25 عاما، حداد، ومقيم بذات الناحية، في التحقيقات التي أجراها المقدم حسن قاسم، رئيس مباحث قسم دمنهور، المدعو "محمد. م. ا" 22 عاما، فران، ومقيم بذات الناحية، بالتعدي على المجني عليهما بسلاح أبيض (سكين صغير خنصر)، وإحداث إصابتهما التي أودت بحياتهما، بسبب قيام الأولى بفسخ خطبتها منه ورفضه ذلك، حال وجودهما بمنزل المجني عليها الأولى.
تمكن ضباط وحدة مباحث القسم، من ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الواقعة وتبين أن به آثار دماء، وبمواجهة المتهم اعترف بارتكابه الواقعة بدافع الانتقام من المجني عليها الأولى، لقيامها بفسخ خطبتها منه ورغبتها في الزواج من آخر، وأنه قتل المجني عليها الثانية، والتي تصادف وجودها بمكان الواقعة خشية افتضاح أمره.
جرى التحفظ على الجثتين بمشرحة المستشفى التعليمي، وحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة، وباشر المستشار علي عبدالباري رئيس النيابة، التحقيق وكلف إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة وتطوير مناقشة المتهم.
واعترف المتهم بقتل خطيبته السابقة وابنة شقيقها لقيامها بفسخ الخطوبة، وقال في اعترافاته أمام المستشار علي عبد الباري رئيس نيابة قسم دمنهور: "قتلتها لقيامها بفسخ الخطوبة ورفضها الرجوع لي مرة أخرى، ولما علمت برغبتها في الزواج من آخر، قررت قتلها، وقتلت الطفلة لأنها شاهدتني وأنا أقتل خالتها".