تجرد أب من كل معانى الأبوة والإنسانية، بعد أن انفصل عن زوجته منذ 20 عامًا، بعد إنجابها طفلتهما، وتزوج من أخرى منعت الابنة من دخول شقتها، فاكتفى برؤيتها مرة كل شهر فى مقر الحزب الوطنى، وبعد حرق المقر أصبحت المقابلة كل عيد فى منزل والدته.
وأُصيبت والدتها منذ عامين بورم فى المخ، وعندما علم بسوء حالتها الصحية أخبر ابنته بأنها ستقيم فى منزل جدتها بعد وفاتها. أقامت الفتاة دعوى، أمام محكمة أسرة مدينة نصر، لزيادة النفقة لسوء الأحوال المادية التى تمر بها. وقالت الفتاة، فى دعواها، إنها طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب، ونظراً للظروف الصعبة التى كانت تمر بها رسبت فى الجامعة عامين، ودخلت فى نوبة بكاء عند تقديمها دعواها لعدم درايتها بالأوراق الرسمية المطلوبة فى الدعوى.
وسردت الفتاة مأساتها نقلًا عن «المصرى اليوم»، قائلة: «والدتى انفصلت عن والدى بعد ولادتى بشهرين، وأقامت دعوى نفقة وأجر مسكن، فى حين أنه أقام دعوى رؤية، ومكّنته المحكمة من رؤيتى مرة فى الأسبوع بمقر الحزب الوطنى، كان والدى يرانى مرة واحدة فى الشهر بدعوى أن ظروف عمله تمنعه من الحضور أسبوعياً، إلى أن تزوج من سيدة أخرى وأنجب منها 4 أولاد، وكان شرط زواجها منه عدم دخولى شقتها، فاكتفى برؤيتى فى الحزب الوطنى إلى أن احترق فى أحداث 25 يناير، وأصبحت المقابلة كل عام عند جدتى فى العيد».
وأضافت: «المحكمة حكمت بنفقة شهرية وأجر مسكن 350 جنيهاً، وزادت حتى وصلت إلى 600 جنيه فى الشهر، طلبت منه عدة مرات أن يزيد النفقة أو شراء ملابسى، إلا أنه رفض بدعوى أن لديه 4 أبناء غيرى».
وتابعت: «والدتى رفضت الزواج وقررت أن ترعانى وتنفق علىَّ، حيث إنها تعمل موظفة، ورغم ضعف راتبها، فإنها لم تحرمنى من شىء، لكن الأحوال المادية ساءت بعد أن أُصيبت بورم فى المخ، وأصبحت غير قادرة على العمل، فأصبحت تتقاضى نصف راتبها، إضافة إلى معاش جدى، لكن مرضها احتاج أموالاً كثيرة، إضافة إلى أن صحتها فى حالة تدهور مستمر، ولم يراعِ والدى الحالة النفسية التى أمر بها وانتظارى موت أمى فى كل لحظة، وعندما علم بسوء حالتها الصحية أخبرنى بأننى سأقيم مع جدتى فى حالة وفاتها، لأن من الصعب الإقامة مع أبنائه».
وأنهت الفتاة كلامها قائلة: «الحنية مش بتتشحت، وأنا كنت متوقعة رده، لم يراعِ أننى محرومة من الأب منذ 21 سنة، ومش هقدر أقولُّه الكلام ده علشان بخاف منه جداً، فأنا أعتبر نفسى يتيمة الأب».