قرّر علي عبالله الملقب بـ"علي العاشق"، اختيار العزلة التامة منذ أن كان في ريعان شبابه، ليصبح نموذجًا حيًا للعاشق المضحي، حيث أنه يعيش وحيدًا منذ 60 عامًا حتى لا يرى محيا غيرها، ويقول: "ضاعت حياتي هباءً في الدنيا لأنني لم أكن فيها مع حبيبتي، لكننا سنلتقي معًا في الجنة إن شاء الله".
وكان عيد الحب، هذا العام، مختلفًا لعلي عبدالله، والذي تجاوز الثمانين عامًا، حيث قام فيه أهالي منطقته بإهدائه الأثاث المنزلي بدلًا من الزهور بعد أن تعرض منزله لهجوم من قبل عدد من الأشخاص وكسر محتوياته. وتعد كلي علي بك، أحد أشهر المناطق السياحية في إقليم كردستان، وبإقامة علي العاشق في هذه المنطقة، أصبحت المنطقة تشتهر بـ"علي" آخر.
ويروي علي العاشق قصة حبه، بالقول: "كانت هنالك وردة حمراء أمامي (في إشارة إلى حبيبته)، لكنها لم تكن لي، لذا فقدت كل شيء". ويتابع علي سرد قصته ويأسه بعدما تأكد من عدم الوصول إلى حبيبته بالقول: "لم أنتحر بل صبرت، وقلت إن أفضل شيء هو أن أعيش لوحدي".
وبيّن علي، الطاعن في السن أنه "ليس الله تعالى وحده، بل جميع سكان الشرق الأوسط يعرفون ما هي قصتي، أنا لم أصل إلى من كان يريدها قلبي ولم تتحقق أمنيتي"، متابعًا: "منذ الليلة التي تلت تولي أحمد حسن بكر الحكم، وأنا أعيش وحيدًا". وطوال السنوات الماضية، كان العشاق من مختلف الدول يزورون علي العاشق في منزله ويقدمون إليه الورود الحمراء بمناسبة عيد الحب، لكن في هذا العام قام عدد من الأشخاص قبل ثلاثة أيام من حلول عيد الحب بالهجوم على منزله وكسر محتوياته.
ويقول العاشق: "في تلك الليلة كسروا الباب واقتحموا المنزل، قلت لهم: أخوتي كان الأجدر بكم عدم فعل ذلك، خذوا ما شئتم من المنزل، لكنهم قاموا بضربي بشكل مبرح وصفعي في وجهي".
تعيش حبيبة علي مثلما يقضي هو ما تبقى من عمره، ويقول علي: "هي أيضًا تعيش في منزل في منطقة سريشمه (بناحية باليسان)، وهي غير متزوجة، قصتي معها مثل قصة ليلى ومجنون لأننا فرقنا عن بعضنا، لكننا قد نلتقي في الجنة بالآخرة". ويسيطر اليأس على علي عاشق ويقول: "كنت سأصبح سعيدًا جدًا إذا كانت من نصيبي ولو تزوجنا في شبابنا، لكنهم فرقونا عن بعضنا البعض ظلمًا".