نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا تناولت فيه المخاطر التي تتعرّض لها العاملات في مجال الجنس في شوارع العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وتحدث مراسلها ريتشارد أورانغ مع صاحب سيارة إسعاف أطلق عليها "سكسلانس"، وكان قبلها أطلق مشاريع أخرى لاقت نجاحًا، حيث تهمّ الناس الذين يعيشون في الشوارع في الدول الأوروبية، مثل توفير حاويات للعلب المعدنية الفارغة ليسهل عليها جمعها وإعادة بيعها، وكذلك مجلة عن كيفية الحصول على المال بالطرق القانونية، إضافة إلى سيارات بهدف الحقن الآمن للمدمنين على المخدرات.
وفي التفاصيل، يجلس مايكل لودبرغ أولسن على لوح يُستخدم كسرير داخل "سيارة إسعاف الجنس" التي باتت تعرف بـ"سكسلانس"، وهي سيارة مُخصصة لعاملات الجنس اللواتي يمارسن عملهن في شوارع كوبنهاغن، ويحرك جسمه فيما السيارة تهتز معه، ويقول: "فكّرنا في أن نجد حلًا إلى هذا"، مشيرًا إلى حركة نظام التعليق في السيارة "لكننا رأينا أن الناس قد يحبونه".
ويُضفي لودبرغ أولسن، الذي يصف نفسه بأنه "رائد أعمال اجتماعي"، لمسةً من الدعابة على مشروعاته. على الباب الخلفي لسيارته كتب ملصقًا يقول: "لا تطرق إذا رأيت السيارة تهتز". يتعامل هذا الرجل مع الأمر بجدية بالغة، فهناك لافتة داخل السيارة تُخبر عاملات الجنس بأن متطوعين سيتصلون بالشرطة في حال ظهور أي إشارات تدل على استخدام العنف ضدّهن، وتشجعهن على طلب المساعدة إذا ما وقعن ضحية للاتجار في البشر.
ويشير لودبرغ إلى إحصاءات المركز الوطني الدنماركي ويقول: "تتعرّض 42 في المائة من عاملات الجنس في الشارع إلى تهديدات بالعنف، بينما تنخفض هذه النسبة في بيوت الدعارة لتصل إلى 3 في المائة فقط. يُمارس قدر كبير من العنف بحق عاملات الجنس في الشوارع. وهذا ما نحاول التعامل معه".
ويأمل أولسن في تزويد سيارته بمولد كهربائي ومدفأة صغيرة في وقت قريب. كما يفكر في وضع مصباح خارج السيارة يمكن التحكم فيه عن بُعد، حتى يتسنّى للمتطوعين المتمركزين على بعد 10 أمتار من السيارة تحويل ضوئه إلى اللون الأخضر، كعلامة على أن السيارة فارغة. ويكشف: "الأهم من ذلك هو أن نجد الموقع الصحيح للسيارة، فلست متأكدًا من أن هذا هو المكان المناسب"، ويضيف: "إذا فشلت فكرة سيارة إسعاف الجنس علينا البحث عن مكان آخر دائم. ربما يكون تخصيص فندق صغير بالجوار فكرة أفضل".