تتضمن أروقة محكمة الأسرة المصرية الكثير من القضايا الأسرية المعقدة، والتي تحتاج إلى حلول عاجلة، ودائمًا ما تكون الزوجة والأولاد هم ضحية نزوات الزوج أو تهوره، لذلك كان علينا الاقتراب لمعرفة تفاصيل إحدى هذه القضايا.
بدأت القضية مع كريمة مصطفى، سيدة مصرية عاشت حياة هادئة، وحصلت على دبلوم فني تجاري، وتوفي والدها وترك لها منزلاً تقاسمته مع شقيقاتها، وكان نصيبها شقة و20 ألف جنيه، عام 2007. وفي أحد الأيام تقدم صديق خالها، عبدالهادي، لخطبتها.
كان وسيمًا، ويعمل سائقًا، وحاصل على الشهادة الإعدادية، أحبته ووافقت عليه، رغم أن إمكاناته المادية كانت ضعيفة، ولكنها وقفت بجانبه وأعطت له مصوغاتها الذهبية، التي ورثتها من والدتها، مع مدخراتها، حتى يؤجر محلاً يبيع فيه المياه الغازية والسجائر وحلوى الأطفال, ولم تكن "كريمة" تحاسبه على شيء، فهي زوجته وسنده في الدنيا.
أنجبت كريمة طفلين، ولد وبنت، وبعد مرور سنوات قليلة وجدت أن زوجها يغيب عن المنزل، وأغلق المحل ولم يعد يصرف على البيت، اعتقدت في بداية الأمر أنه في ورطة، وفي أحد الأيام حدثت مشادة بينهما بسبب غلقه المحل، فطلقها شفهيا واختفى.
وظلت تبحث عنه حتى عرفت أنه تزوج من سيدة تكبره بعشر سنوات، وأنها ترافقه في كل خطوة. وتقول "كريمة" إنها حاولت الإتصال به، ولكنها يأست، فقررت رفع قضية نفقة، من أجل أولادها، وعندما علم بذلك بدأ يرسل كل شهر 400 جنيه، وهذا المبلغ الضئيل لا يكفي لُقيمات الأطفال، ولم تجد أمامها سوى رفع قضية نفقة مستعجلة وخلع، حيث إنها الأن "متزوجة وغير متزوجة".
وأشارت "كريمة" إلى أنها لم تسمع نصائح أقربائها الذين أكدوا أن هذا الرجل لم يكن أفضل زوج لها، فقد تقدم لها المحامي والطبيب والمهندس، ولكنها رفضتهم خشية من تحكمهم فيها وإذلالها على تعليمها الضعيف، واختارت من في مستواها التعليمي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
وحصلت "كريمة" على نفقة شهرية قدرها ألف جنيه، ومازالت قضية الخلع منظورة أمام المحكمة.