تعرّف الوضعية المقلوبة للجنين أي “الـBreech baby” أو وضعية المجيء بالمقعدة هي عندما لا يكون الجنين قد اتخذ الوضعية المثلى للولادة مع حلول الأسبوع الـ 38 تقريباً، وهي اتجاه الرأس نحو الأسفل، مع مواجهة الوجه لظهر الأمّ، بل على العكس. إجمالاً ما تتقسم الوضعية المقلوبة إلى عدّة أنواع:
• وضعية Frank breech: وهي أكثر الوضعيات المقلوبة شيوعاً، حيث تكون مؤخرة الجنين نزولاً، ولكن ساقيه يكونان للأعلى بمستوى رأسه.
• الوضعية المقلوبة الكاملة: وهي عندما يكون رأس الجنين نحو الأعلى وكأنّه يجلس القرفصاء.
• وضعية Footling breech: وهي عندما يكون ساقي الطفل أو أحدهما نزولاً، ما يعني أنّ ساقيه سيخرجان أولاً في حال تمت الولادة عن طريق المهبل.
ولحسن الحظّ، قد تتغير وضعية جنينكِ إن كانت مقلوبة في أي وقت كان، وربّما على بُعد أيام قليلة فقط من موعد الولادة، إذ لا يمكن توقّع هذه الأمور. أمّا إنّ جاء يوم الولادة ولا زال الجنين في هذه الوضعية، من الصعب جداً أن تستطيعي الإنجاب عن طريق الولادة الطبيعية.
ولكن في مجمل الأحوال، يستطيع طبيبكِ القيام ببعض الأمور في هذا الخصوص مثل محاولة تغيير وضعية جنينكِ بواسطة يديه من الخارج، ما يعرف بالـECV. ولكن، حتّى ولو نجح في فعل ذلك، من المحتمل أن يعود الجنين لينقلب إلى وضع المجيء بالمقعدة مجدداً.
ويستطيع الطبيب أن يكتشف ما إن كان الجنين في الوضعية المقلوبة من خلال تلمّس بطنكِ، حيث أنّ موضع رأسه يكون أكثر قساوة من أي موضع آخر. في حال الشك، يستطيع التأكّد من خلال التصوير الصوتي، علماً بأن بعض الأطباء يلجأون إلى هذه الطريقة أولاً.
وعلى الرغم من أنّ الأطباء لا يستطيعون أحياناً تحديد المسبب الفعلي وراء هذه الوضعية، إلّا أنّ هناك بعض العوامل التي تلعب دوراً في هذا الخصوص: “الحمل بتوأم، قصر حبل السرّة، قلّة أو كثرة السائل الأمنيوتي، وضعية المشيمة، شكل غير طبيعي للرحم”.
وعلى الرغم من أنّ 90% من حالات وضع المجيء بالمقعدة يتمّ إنجابها بواسطة الولادة القيصرية، قد يسمح طبيبكِ بالولادة الطبيعية في الحالات التالية:
• إن كان جنينكِ في وضعية الـFrank Breech المذكورة أعلاه، ولا يعدّ كبير الحجم.
• إن كان عنق الرحم لديكِ واسعاً بشكل كافي يتيح للولادة المقلوبة الآمنة (مثلاً، إن أنجبتِ سابقاً عن طريق المهبل)
• إن كنتِ لا تعانين من أي مضاعفات في الحمل مثل السكري أو ارتفاع الضغط.
• إن لم تظهر أي علامات إجهاد على الجنين.
• إن كنتِ حامل بتوأم والجنين الأول في الوضعية الأمثل للولادة، ما سيوسع عنق الرحم بشكل كافي لخروج الجنين الثاني. وتذكّري أنّه حتّى ولو لم تسر الأمور بالشكل الذي تريدينه، كإضطراركِ للخضوع لولادة قيصرية، ستنسين كلّ ما مررت به ولن تأبهي بالطريقة التي أنجبتِ بها لحظة تحضنين طفلكِ المنتظر للمرة الأولى!