نقص التغذية في مرحلة الطفولة حالة شائعة على مستوى العالم، وتؤدي إلى نتائج سلبية على صحة الطفل، سواء على المدى القصير أو البعيد، و يمكن أن ترتبط أيضاً بتوقف النمو، وبسببها هناك 54 بالمائة من وفيات الأطفال في العالم، كما أشار تقرير خاص لمنظمة الصحة العالمية إلى أن نقص الوزن في مرحلة الطفولة هو السبب في حوالي 35% من جميع وفيات الأطفال دون سن خمس سنوات، وللعلم سوء التغذية لا يرتبط بقلة تناول الطعام فقط.. إنما بوجود بعض الأمراض وبصحة الأم ونوع الطفل.. اللقاء مع الدكتور إبراهيم شكري، استشاري طب الأطفال؛ للشرح والتوضيح.
مؤشرات سوء التغذية
يتم تقدير سوء التغذية عند الأطفال من خلال مؤشرات حالتين رئيسيتين:
أولاهما تلك التي تحدث عندما يكون النظام الغذائي للطفل منخفضاً بمجموعة مغذيات معينة مهمّة للصحة، ممّا قد يؤثر في النمو، والصحة الجسدية، والمزاج.
أمّا الحالة الثانية فتحدث عند عدم حصول الطفل على المغذيات بطريقةٍ متوازنة، كتناول وجبات غذائيٍة مرتفعة بالسعرات الحرارية، ولكنّها قليلة بالفيتامينات والمعادن.. أو إصابة الطفل بحالة من فقدان للشهية.. وقد يكون الأطفال الذين يتّبعون هذه الأنظمة الغذائية مصابين بالسمنة أو زيادة الوزن، ولكنّهم يعانون من سوء التغذية أيضاً.
الأطفال المعرضون لسوء التغذية
لا يُعد الجوع السبب الوحيد للإصابة بسوء التغذية؛ حيث يمكن أن يصاب الطفل بنقص التغذية على الرغم من تناوله لكميات كافية من الطعام.
ويمكن إسناد ذلك لعدة عوامل، منها: عدم احتواء طعام الطفل على المواد الغذائية من الفيتامينات، والمعادن، والمغذيات الصحيحة التي يحتاجها الجسم.
معاناة الطفل من حساسية القمح، حيث يعاني المصابون به من اضطرابات هضمية ناتجة عن بروتين يدعى الغلوتين، وهو موجود في القمح والشعير وغيرهما.
إصابة الطفل بمرض يُسمى التليّف الكيسي، ما يسبب مشاكل في امتصاص المغذيات من الطعام؛ وذلك لأنّ هذا المرض يؤثر في البنكرياس؛ وهو العضو المسؤول عن إنتاج بعض الإنزيمات الضرورية لعملية الهضم.
قضاء الطفل فترةً طويلةً في المستشفى، معاناة الطفل من مشاكل في الأسنان، فقدان الشهية، تعرّض الطفل لإصابات خطيرة في الرأس.. معاناة الطفل من اضطرابات الطعام، الإصابة بعدوى خطيرة.
أعراض سوء التغذية عند الأطفال
يؤثر سوء التغذية في كلٍّ من العقل والجسد، وتعتمد حدّة هذا الأثر على درجة النقص؛ حيث تزداد تلك الأعراض سوءاً بزيادة النقص الحاد لتلك المغذيات، كما أنّها تعتمد على نوع المغذيات المفقودة في وجباته اليومية.
وفيما يأتي نذكر بعضاً من تلك الأعراض بشكل عام مثل.. الشعور بالدوخة، الشعور بالتعب وانخفاض الطاقة في الجسم.
ضعف وظائف جهاز المناعة؛ الأمر الذي يقلل من قدرة الجسم على مقاومة العدوى.
جفاف وتقشّر البشرة، الإصابة بانتفاخٍ ونزيفٍ في اللثة، تسوس الأسنان، وبطء النمو.
ضعف الانتباه، وبطء في ردة الفعل، ضعف العضلات، انتفاخ المعدة، هشاشة العظام وسهولة تكسرها، وبطء القدرة على التعلم.
تشخيص وعلاج نقص التغذية عند الأطفال
يتم تشخيص سوء التغذية عند الأطفال من خلال قياس وزن الطفل وطوله ومقارنتهما بالمخططات التي تبين متوسط الطول والوزن المتوقعيْن للطفل.
إلا أنّه تجدر الإشارة إلى وجود أطفال يبدون أصغر سناً بالنسبة لأعمارهم نتيجة عوامل وراثية، ولا علاقة لذلك بالإصابة بسوء التغذية.
ويمكن علاج سوء التغذية عند الأطفال في المنزل للأطفال القادرين على تناول الطعام وهضمه بشكل جيد، وذلك من خلال ما يأتي:
التعاون مع طبيب التغذية لوضع خطة علاجية ونظام غذائي، بما يتناسب مع وضع المريض؛ وذلك لتحسين المتناول من المواد الغذائية الضرورية للجسم.
التدرج في زيادة الكميات المتناولة من البروتين، الكربوهيدرات، والماء، والمعادن، والفيتامينات، وذلك للوصول إلى الكميات التي تغطي حاجة الجسم.
توفير طعام ناعم أو مهروس لأولئك الذين يجدون صعوبة في البلع أو المضغ أو الأكل، مع تناول المكملات الغذائية من الفيتامينات والمعادن.
مراقبة مؤشر كتلة الجسم بانتظام، للتحقق من التحسن أو الاستجابة للتدخلات الغذائية.
وقد يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الناجم عن نقص البروتينات والطاقة، إلى تناول ألواح البروتين، أو المكملات البروتينية؛ لتغطية النقص.
أن يتوفر فريق من المعالجين والأطباء ذوي الاختصاصات المختلفة لمساعدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يعانون من أمراض طويلة الأمد.
علاج سوء التغذية في المستشفى
يحتاج المرضى الذين يعانون درجة سوء التغذية المتوسطة إلى الشديدة، والذين لا يستطيعون تناول الطعام عن طريق الفم، إلى تدخل الفريق الطبي في المستشفى.
والذي يتكون من الأطباء وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أخصائي التغذية والطبيب النفسي.. حيث يجري هذا الفريق التغذية بالأنبوب الأنفي المعدي أو التغذية الوريدية وغيرها.. من الطرق المستخدمة لإدخال الطعام للجسم.
الوقاية من سوء التغذية
يمكن تجنب الإصابة بسوء التغذية من خلال اتباع نظام غذائي صحيٍّ ومتوازن، والذي يشمل أربع مجموعات غذائية رئيسية تشمل ما يأتي:
الخبز والأرز والبطاطا والأطعمة النشوية الأخرى، وهذه المجموعة تشكل الجزء الأكبر من النظام الغذائي وتوفر السعرات الحرارية اللازمة للجسم.
الحليب ومنتجات الألبان، وهي مصادر جيدة للدهون، والسكريات البسيطة مثل اللاكتوز، بالإضافة إلى كونها توفر بعض المعادن الضرورية مثل الكالسيوم.
الفواكه والخضروات؛ وهي مصادر للفيتامينات والمعادن، والألياف؛ والتي تحسّن صحة الجهاز الهضمي.
اللحوم، والدواجن، والأسماك، والبيض، والفاصوليا، وغيرها من مصادر البروتين؛ حيث يشكل البروتين اللبنات الأساسية في وظائف الجسم والإنزيمات.
قد يهمك أيضا: