من المعروف أن الحمل يزيد من خطر تجلّط الدم لدى النساء، حيث تشير الإحصائيات العالمية إلى أنه يتسبب بـ 1.1 حالة وفاة لكل 100٫000 حالة حمل. ما هي معدلات الإصابة في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ وهل هي مماثلة أم مختلفة عن المعدلات العالمية؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا؟
هذا ما يوضحه الدكتور طارق عويضة، من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، لـ "سيدتي وطفلك" بمناسبة اليوم العالمي للتخثر 13 أكتوبر.
يقول الدكتور طارق: "لا توجد بيانات مؤكدة مدعومة بدراسات محلية، عن التخثر ومع ذلك، هناك تقارير من المستشفيات تشير إلى أن انتشار تجلّط الدم المرتبط بالحمل، ويرجع على الأرجح إلى ارتفاع معدلات انتشار بعض العوامل الوراثية المسببة لاضطراب أهبة التخثر. حملتنا الخاصة باليوم العالمي لتجلّط الدم تهدف إلى تشجيع النساء الحوامل على الرياضة لمواجهة تجلّط الدم، حيث نحتفل بمرور 10 سنوات من العمل من أجل التوعية بهذه الحالة الطبية التي تؤثر على الملايين حول العالم. تهدف هذه الحملة العالمية إلى الحد من تأثير تجلّط الدم من خلال مساعدة السيدات الحوامل وغيرهم على إدراك أساسيات الوقاية من تجلّط الدم، وكيفية رصد العلامات والأعراض والمخاطر التي غالباً ما يتم تجاهلها.
علامات وأعراض تجلط الدم أثناء الحمل
ما هي العلامات والأعراض الشائعة لتجلّط الدم التي يجب على النساء الحوامل الانتباه إليها؟
يمكن أن تعاني السيدات الحوامل من أعراض وعلامات مختلفة قد تشير إلى الإصابة بتجلّط الدم. على سبيل المثال، إذا كان هناك تورم وألم وليونة وتغيّر في لون الساقين لبعض الوقت، فقد يكون ذلك علامة على الإصابة بتجلّط الأوردة العميقة المبكّر. كذلك، إذا كان هناك ضيق في التنفس وسعال وألم في الصدر، فقد يشير ذلك إلى الإصابة بالانسداد الرئوي المبكر. هناك أعراض وعلامات أخرى للتخثّر في مواقع مختلفة من الجسم.
ضغط الرحم
كيف تختلف علامات تجلّط الدم أثناء الحمل عن تلك الموجودة لدى النساء غير الحوامل؟
خلال فترة الحمل، يمكن أن تحاكي علامات وأعراض تجلّط الأوردة العميقة أعراض وذمة الأطراف السفلية فقط، والتي قد تحدث بسبب ضغط الرحم على الأوعية الدموية السفلية. وبالمثل، فإن ضيق التنفس الذي يظهر بشكل متكرر عند النساء الحوامل، خاصة مع تقدمهن في الحمل، يمكن أن يكون بسبب الضغط على الحجاب الحاجز أو بسبب نقص الحديد أو فقر الدم.
كيفية الوقاية من تجلط الدم أثناء الحمل
ما هي التدابير الأولية للوقاية من تجلّط الدم أثناء الحمل؟ هل يتوجب على النساء الحوامل تجنّب أنشطة محددة في نمط الحياة لتقليل خطر الإصابة بتجلّط الدم؟
أهم سبل الوقاية تكمن في تحديد المخاطر أثناء زيارات ما قبل الولادة بالاعتماد على السجل الطبي والتاريخ العائلي، حيث أن هذا الإجراء يساعد على البدء بالعلاج الوقائي المبكّر لمنع تجلّط الدم أثناء الحمل. من الإجراءات الأخرى هي الحصول على العلاج الوقائي المناسب أثناء الحمل للنساء اللواتي أصبن بتجلّط الدم في السابق أو في الوقت الحالي. إن تغيير نمط الحياة اليومية يساعد في تقليل الإصابة بتجلّط الدم بشكل عام، وخاصة خلال فترة الحمل، حيث أن الحركة والتمارين الرياضية هي أفضل الإجراءات الوقائية ضد تجلّط الدم. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تعزيز مستويات الوقاية من خلال التحكّم في بعض العادات اليومية التي تعد من العوامل المحفزة للإصابة بالململة، مثل ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم والتدخين.
تشخيص تجلط الدم أثناء الحمل
ما هي الاختبارات التشخيصية التي تؤكد أو تستبعد تجلّط الدم لدى النساء الحوامل؟ هل هناك أي اختلاف في اختبار تجلّط الدم لدى النساء الحوامل عن الاختبارات المخصصة للآخرين؟
لا يوجد اختبار واحد يمكن استخدامه لتأكيد أو استبعاد تجلّط الدم لدى السيدات الحوامل، ومع ذلك، إذا كانت هناك علامات وأعراض لتجلّط الأوردة العميقة، فإن تصوير الأطراف السفلية بالموجات فوق الصوتية (اختبار دوبلر) يمكن أن يوفّر تشخيصاً جيداً. بالنسبة للانسداد الرئوي، يمكن التشخيص من خلال تصوير الأوعية بالأشعة المقطعية، ولكن بسبب الخطر الإشعاعي، يصعب إجراؤه أثناء الحمل. في معظم الحالات، يعتمد التشخيص عادة على الفحص السريري واستبعاد الأسباب الأخرى.
من التحاليل المخبرية أثناء الحمل، والتي يمكن القيام بها هو تحليل "دي دايمر"، والذي يمكن أن يساعد في استبعاد الإصابة بتجلّط الدم إذا كانت النتيجة سلبية، أما إذا كانت النتائج إيجابية وتظهر نطاقاً بسيطاً من الزيادة، فيمكن اعتبارها طبيعية عند النساء الحوامل، خاصة مع تقدم الحمل. هذا التحليل لا يعد كافياً بحد ذاته للكشف عن التخثّر.
علاج تجلط الدم أثناء الحمل
ما مدى فعّالية مضادات التخثّر أو مميعات الدم في منع تجلّط الدم أثناء الحمل، وما هي مخاطرها المحتملة؟
تعتبر مضادات التخثّر ومميعات الدم بشكل عام أدوية جيدة لمنع تكوّن تجلّطات في الدم. ومع ذلك، يجب تناولها بانتظام بجرعة كافية أثناء الحمل وبعد الولادة. في معظم الأحيان، يكون الدواء المفضل هو حقن الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي، حيث أنه الأكثر أماناً أثناء الحمل.
لكن من الضروري المحافظة على مستويات جيدة من الترطيب والحركة. كما يمكن للحوامل اللواتي يعانين من أعراض ما بعد تجلّط الأوردة العميقة استخدام جوارب مرنة، خاصة أثناء حركتهن، لتقليل الأعراض وتنشيط الدورة الدموية.
قد يهمك أيضا: