الإمساك يعتبر من أكثر مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة في مرحلة الطفولة، خاصة لدى الأطفال بعمر سنتين إلى خمس سنوات، ومصطلح الإمساك يعني إخراج الطفل برازاً جافاً صلباً، أو أنه يعاني من صعوبة وألم أثناء التبرز، أو هناك تناقص في عدد مرات الإخراج المعتادة لدى الطفل، وعادة لا يعاني الأطفال المصابون بالإمساك من مشكلة طبية محددة، وإنما ترجع أسباب الإمساك في الغالب إلى اتباع عادات غذائية خاطئة، مثل قلة الألياف في نظام الطفل الغذائي أو الإفراط في الأطعمة الدسمة.
والآن.. عن طرق عناية الأم بطفلها المصاب بالإمساك، والمسموح والممنوع من الأطعمة والعصائر ومتى تذهبين للطبيب؟ يدور التقرير التالي، اللقاء مع استشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري؛ لشرح المزيد من التفاصيل.
أعراض الإمساك
قد يعاني طفلك من الأعراض الآتية:
عدد مرات التبرز أقل من الطبيعي، تكون مرتين أو أقل في الأسبوع.
إخراج براز صلب أو أكبر حجماً من المعتاد.
الشعور بألم أثناء التبرز، يجعل طفلك يقوِّس ظهره ويبكي إذا كان رضيعاً.
تجنب الذهاب إلى دورة المياه.. خوفاً من تكرار الألم.
وجود قطرات صغيرة من الدم أثناء التبرز، بسبب الحزق أو الدفع بقوة لإخراج البراز.
تسرب كميات قليلة من البراز إلى سرواله الداخلي.
نوعان من الإمساك عند الأطفال
يمكن تصنيف إمساك الأطفال بالاعتماد على مدى استمراره لدى الطفل إلى نوعين رئيسيين، وهما: الإمساك المؤقت، وهو إمساك حاد أو خفيف يستمر لفترات قصيرة، والذي غالباً يحدث بسبب تغير في العادات الغذائية أو نمط حياة الطفل.
والنوع الثاني هو الإمساك المزمن عند الأطفال، والذي يستمر لفترة زمنية طويلة تتراوح من عدة أسابيع إلى عدة أشهر، ويمكن أن يسبب الإمساك المزمن عند الأطفال ألماً شديداً عند التبرز ومضاعفات أخرى تظهر كلما طالت فترة الإمساك عند الطفل.
طرق العناية بالطفل المصاب بالإمساك
عادةُ ما يُعالج الإمساك بتعديل النظام الغذائي أو السلوكيات..
مثل شرب الكثير من السوائل.
الذهاب إلى دورة المياه بانتظام.
قد يلزم أخذ أدوية في بعض الأحيان.
بجانب علاجات منزلية تتمثل في تشجيع طفلك على تناول الكثير من الفاكهة والخضروات، والحبوب والأغذية الأخرى الغنية بالألياف.
شرب عصير البرقوق أو التفاح أو الكمثرى، شرب كمية كبيرة من الماء.. حوالي ٩٥٠ مل يومياً، للأطفال الأكبر من عامين.
تجنب تناول الحليب والزبادي والجبن والآيس كريم أثناء فترة الإمساك.
الجلوس على كرسي الحمام لفترة، إذا كان مدرباً على الجلوس عليه.
ولمدة تتراوح بين ٥ و١٠ دقائق بعد كل وجبة، وتقديم مكافآت له لمجرد جلوسه على كرسي الحمام.
التوقف عن تدريب الطفل على استخدام النونية أو دورة المياه لفترة من الوقت، إذا كنتم قد بدأتم هذا التدريب.
طلب المشورة الطبية
السعي للحصول على المشورة الطبية إذا كان عمر طفلك أقل من أربعة أشهر.. أو كان مصاباً بحالات إمساك متكررة.
علمياً، تتغير أنماط حركة الأمعاء لدى الأطفال، بدءاً من الأشهر الأولى بعد ولادتهم، وكذلك مع استمرار نموهم وتغير عاداتهم الغذائية.
كما يختلف نمط حركة الأمعاء وعدد مرات التبرز الطبيعي ما بين طفل وآخر، لذا ما قد يتم اعتباره أمراً طبيعياً لدى طفل قد يختلف بالنسبة لآخر.
لا يعد الإمساك عند الأطفال مرضاً بحد ذاته، بل يشكل أحد أعراض التي ترافق الإصابة بأحد أنواع الأمراض.. وغالباً ما يكون الإمساك مؤقتاً ويمكن علاجه.
أطعمة مفيدة تخفف من الإمساك
تلعب التغذية الجيدة دوراً كبيراً في علاج الإمساك عند الأطفال، ما يستدعي من الأمهات تقديم الأطعمة المخففة للأعراض، والابتعاد عن الأغذية التي تزيد من حدتها.
الخضراوات.. مثل الخيار، والبروكلي، والسبانخ، والخس، لها أهمية كبيرة للأطفال المصابين بالإمساك، ويرجع السبب إلى محتواها العالي من الألياف، التي تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتسهيل عمليتي الهضم والإخراج لديهم.
الفواكه.. وتتميز بنوعيها، الطازجة والمجففة، باحتوائها على نسبة عالية من الألياف، التي يحتاجها الأطفال عند الإصابة بالاضطرابات الهضمية، وخاصة الإمساك.
وتشمل الفواكه الطازجة المفيدة لعلاج الإمساك عند الأطفال ما يلي:
الحمضيات، خاصةً البرتقال، واليوسفي.. العنب.. الكمثرى.. الخوخ.. الكيوي.
أما الفواكه المجففة، فيفضل الاعتماد على التين والقراصيا والزبيب.
كما تعد الحبوب الكاملة مصدراً آخر غنياً بالألياف التي تسهم في تخفيف الأعراض المصاحبة للإمساك، مثل الانتفاخ والغازات.
بالإضافة إلى محتواها المرتفع من الفيتامينات والمعادن، وغيرها من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الأطفال.
ويعد الشوفان والذرة من الحبوب الكاملة المفيدة للأطفال المصابين بالإمساك.
أطعمة ابتعدي عنها.. تزيد من أعراض الإمساك
بعض الفواكه، مثل الموز والتفاح والرمان والجوافة... الوجبات السريعة؛ لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي تعيق حركة الأمعاء.
منتجات الألبان، رغم قيمتها الغذائية العالية، إلا أنها قد تزيد حدة أعراض الإمساك عند الأطفال؛ لاحتوائها على عناصر غذائية تستغرق وقتاً طويلاً في عملية الهضم، مثل البروتين والدهون.
المعجنات، لأن الدقيق الأبيض المستخدم في تصنيعها يفتقد للنخالة الغنية بالألياف، إلى جانب الدهون التي تضاف إليها عند التحضير.
قد يهمك أيضا: