كل شئ عن الحرية الشخصية للمراهقين

 عندما يتقدم المراهق في العمر، يبدأ في الشعور بالنضج وبأنه في مصاف الكبار، لكن يحيره السماح له بمشاركة الكبار بعض أنشطتهم دون الأخرى. يجب على الآباء تهيئة أبنائهم وتزويدهم بالوسائل اللازمة للتكيف والعيش كأفراد في عالم الكبار وأن يعلمونهم كيف يحددون خياراتهم وكيف يتحملون مسؤوليتها وعواقبها. المفتاح الأساسي هو إيجاد التوازن بين الحاجة للتحكم في النفس وبين الحاجة للحرية وارتكاب الأخطاء.
 
(اقرأى أيضاً: المراهقون و اﻷنترنت..13 نصيحة للأباء)
الحرية مقابل التوازن المحدود

بدءًا من عمر الولادة، يسعى الآباء بغريزتهم الطبيعية لحماية الأبناء وإنقاذهم من المواقف الصعبة. وإذا كانت هذه الإستراتيجية صالحة للأبناء الصغار، فإنها لا تصلح للأبد خاصة مع تقدم الأبناء في العمر ومرورهم بالمراهقة والدخول على مشارف سن النضج والبلوغ.

وتعمل الحرية وفق الحدود المناسبة على توفير مساحة خاصة لابنك المراهق بخوض اختبارات الحياة المختلفة التي تأتي أمامه، والوقوع في الخطأ ينبغي أن يكون جزءًا من عملية التعلم. ومثلما نقول دومًا "إننا نتعلم من إخفاقاتنا أكثر مما نتعلم من نجاحاتنا". ومن أجل دروس الحياة، ينبغي على الابن أن يعي عواقب تلك الحرية ونتائج أي خيار يختاره، وبالتالي يجب عليه أن يتحمل القرارات والخيارات التي يتخذها والأخطاء التي قد يقع فيها.

من الصعب على الأبوين رؤية ابنهم يهوي نحو المزالق ويقفا صامتين لمجرد فكرة منح الأبناء الحرية والتزامهما بهذا المبدأ. والحقيقة أن التزامك بمنح الابن المراهق هذه الحرية تعني التزامك بعواقب ذلك أيضًا مما يعني ضمان أمن الابن اليوم وعلى المدى الطويل. وعن طريق شرح هذا الأمر فإن ابنك المراهق سيتعلم معنى الانضباط الذاتي بالإضافة إلى معرفته بأن لكل فعل رد فعل ولكل خيار ثمنه، وأن عليه التفكير جيدًا حول ما إذا كان سيستطيع تحمل هذا الثمن أم لا.

وضع القواعد معًا

يُعد الاتفاق بينك وبين ابنك على قواعد معينة ينبغي الالتزام بها مقابل مساحة الحرية المسموح بها أمرًا أكثر فعالية إذا تم الاتفاق على تلك القواعد معًا دون فرضها منك عليه.

وينبغي أن تشمل القواعد حدودًا واضحة ونتائج عادلة يمكنك التحقق من تنفيذها، ومن الأفكار الجيدة أن يكون الاتفاق خطيًا على شكل عقد يوقعه الأبوين والابن وهذا من شأنه أن يعطي نكهة لطيفة تحمل لمسة من المسؤولية والنضج في التعامل المسؤول بين الأبوين والابن.

(اقرأى أيضاً: كيف توازنين بين كونك أم و صديقة لابنائك)

الحدود

يجب أن تكون الحدود واضحة وموجزة مع السماح ببعض المناورات التي سيحاول الابن فعلها، ومن ذلك على سبيل المثال:
 

ما يسمح له وما لا يسمح له في فترة ما بعد المدرسة

في وقت أداء الواجبات المنزلية

تحديد وقت العودة للمنزل خلال أيام الأسبوع وخلال العطلة الأسبوعية

من هم الأصدقاء المسموح له الخروج معهم أو الذهاب إليهم

متى ولماذا ومع من يمكنه استخدام السيارة

من الضروري أن تكون الحدود واضحة وواقعية لكل منكما، فعلى سبيل المثال، إن كنت لا تحبين له استقلال سيارة أجرة مع أصدقائه، ينبغي توفير سائق خاص له. أو إن كان لديه تدريب مع فريقه الرياضي بعد المدرسة وسينتهي التدريب في الثامنة مساءً فمن غير المنطقي أن ينتهي من أداء واجباته المنزلية في التاسعة، وهكذا.

(اقرأى أيضاً: 5 أشياء لا تقوليها لابنتك المراهقة)

العواقب

من الدروس المهمة والكبرى التي سيتعلمها ابنك المراهق في حياته، أنه لا شيء في الحياة يأتي بلا ثمن. كل ما يحصل عليه له ثمن، والمميز أن تمتلكي الذكاء لتفرضي الثمن المناسب لكل شيء تمنحيه له أو توفرينه له، وإلا فإنك لن تكوني قادرة على فرض قواعد ولا كسب الحجة أمامه.
 
هل العقوبة مناسبة للجرم أو الخطأ المرتكب؟ منعه من القيادة لأسبوعين مثلًا يُعد عقوبة مبالغ فيها لتأخره عن الموعد المحدد 20 دقيقة. يجب عليك احتساب ازدحام المرور وغير ذلك، بينما قد تعد تلك عقوبة مناسبة إن وصل للمنزل بعد منتصف الليل ويفترض منه الوصول في التاسعة مساءً وفي إحدى أيام الأسبوع وليس في العطلة الأسبوعية أيضًا.

هل يمكنك فرض العواقب؟ إذا أوقعت على ابنك المراهق عقوبة ما وفرضت عليه عدم الحديث في الهاتف لأسبوع مثلًا وعدم الخروج بعد المدرسة وتوصيل شقيقته الصغرى يوميًا لدروس الباليه الخاصة بها والتي لا تنتهي قبل الثامنة مما يضطره للعودة إلى المنزل مباشرة وعدم استخدام الهاتف في غيابك خاصة إن كان الوالد خارج المنزل أيضًا.

هل العواقب واضحة؟ إن وضع قاعدة تقول: "التأخر في العودة للمنزل بعد الموعد المحدد سيؤدي إلى المنع من القيادة" يُعد أمرًا غامضًا. يجب أن تكون أكثر دقة، فينبغي عليك أن تحدديها بمدة زمنية فتكون مثلًا "التأخر في العودة للمنزل بعد الموعد المحدد سيؤدي إلى منعك من القيادة لأسبوع."