الحمل من أصعب الفترات التي تمر بها الحامل في حياتها؛ حيث تشهد تغيراً في مستوى هرمونات الحمل -الإستروجين والبروجيسترون- التي تنعكس على الحامل تحت عنوان «ضباب الدماغ»، ويظهر في صورة تقلبات مزاجية وبعض الاضطرابات النفسية، وتغيرات فسيولوجية، وحدوث مشكلات في الذاكرة والتفكير، ويرجع ذلك إلى تصنيع الجسم لمواد غذائية للجنين على حساب جسم الأم، وأسباب أخرى كثيرة نطالعها بالتقرير التالي، بجانب التعرف إلى أسباب هذه الحالة المرضية وأعراضها ومضاعفاتها أيضاً. اللقاء واستشاري أمراض النساء والتوليد الدكتور محمد فايد الحسيني؛ للشرح والتفصيل.
تعريف «ضباب الدماغ»
التفكير الضبابي أو ضباب الدماغ، هو أحد الاضطرابات الذهنية التي تؤثر في قدرة الحامل على التفكير، والقيام بمختلف النشاطات اليومية؛ حيث تشعر الحامل المصابة بالتفكير الضبابي بأن ذهنها غير صافٍ وكأنها تغرق بالضباب.
وقد يرافق التفكير الضبابي بعض الحالات المرضية، والتغيرات الفسيولوجية، وأحياناً يظهر بوصفه عرضاً لوحده.
التفكير الضبابي ليس عرضاً مستمراً بالضرورة؛ فقد يتذبذب من حيث المدة وقدر شدته، وقد يستمر لفترات زمنية طويلة أحياناً.
يحدث تشوش أو ضباب الدماغ عندما يكون العقل مجهداً أو يعاني من الضغط.
وفي حال ترك تشوش أو ضباب الدماغ دون علاج، يمكن أن يتطور الأمر وتصل مضاعفاته إلى حالة من الخرف المبكر.
وتشير الأبحاث إلى أن الأفراد الذين يستخدمون مهارات متعددة في آنٍ واحد، وهم غير قادرين على التأقلم والتكيف بالسرعة اللازمة؛ يعانون أيضاً من تشوش الدماغ.
أعراض ضباب الدماغ في أثناء الحمل وبعد الولادة
تتمثل في: توتر واضطراب في النوم، ودوار عند رفع الرأس، ونسيان شديد لكل شيء.
ضبابية أو صعوبة بالتركيز لتفسير رؤية ما، وتنميل الأصابع أحياناً.
صداع متقطع مع ضغط في الأذن، كثرة النوم، وتنميل متنقل في الجسم.
السرحان، وفعل حركات بلا معنى، وأحياناً عدم استيعاب مؤقت للواقع.
ثقل في الرأس، وإحساس بوجود شي ما يكبر ويضغط داخل الرأس، مع تشوش في الرؤية أحياناً.
ضباب الدماغ.. لاستيعاب الوضع الجديد
في هذا الشأن اكتشف باحثون بالمركز الطبي بجامعة أمستردام؛ أن الضباب العقلي، أو ضباب الدماغ الذي يمكن أن يأتي مع الحمل.
ليس نتيجة عدم الراحة والتوتر والحرمان من النوم فقط، بل يبدو أن دماغ الأم يتغير فعلاً لاستيعاب الوضع الجديد.
كما وجد الباحثون أدلة قوية على وجود علاقة بين الطفرات في هرمونات الحمل، والتغيرات في البنية في مناطق الدماغ المرتبطة بالتأمل وأحلام اليقظة.
وتوصل الباحثون كذلك إلى أن الحمل قد يسبب تغيرات في الدماغ ترتبط بسلوك الأم، مثل مدى الترابط بينها وبين طفلها.
ووفقاً للدراسة؛ فإن الحمل قد يغير بنية ووظيفة الدماغ، وقد تساهم هذه التغييرات في سلوك الأم في أثناء الحمل، وتمتد لمدة عام بعد الولادة.
ويمكن أن تؤثر أيضاً في الترابط بين الأم والجنين، وقدر إدراك واستجابة الأم لإشارات طفلها بعد ميلاده.
وقد توصلت الدراسات إلى هذه النتائج، بعد فحص 40 امرأة قبل الحمل وفي أثنائه وبعده، وبعد عام من الولادة، حيث وجدوا اتصالاً متزايداً، وتحولات بالتركيز من العالم الخارجي إلى الأفكار الداخلية التي تنشط، وهي حالة مرتبطة بالحمل.
كما أكدت الدراسة أن بنية ووظيفة الدماغ، تعود إلى مستويات ما قبل الحمل بعد عام من الولادة.
ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن العلاقة السببية بين تغيرات الدماغ والترابط لا يمكن استنتاجها بشكل تفصيلي.
أسباب أخرى لضباب -تشوش- الدماغ
انقطاع الطمث
يرافق حالة انقطاع الطمث أو الدورة الشهرية قلة هرمون الإستروجين بالدم؛ ما يسبب اضطرابات ذهنية مثل ضباب الدماغ وكثرة النسيان.
الضغوطات النفسية
الضغط النفسي يؤثر في الحالة الذهنية، كما يؤدي إلى ضبابية الدماغ؛ من خلال تنشيط مناطق في الدماغ هي المسؤولة عن التعامل مع أي خطر، ويكون ذلك على حساب المناطق المعنية بالتفكير العقلاني.
وهناك:
- الإرهاق المزمن، وقص فيتامين «ب12».
- مرض السكري، وفقر الدم «الأنيميا».
- قلة النوم، والاكتئاب السريري.
- قصور الغدة الدرقية، وألزهايمر.
- التصلب المتعدد، والجفاف.
علاج ضباب الدماغ
لا يُعد ضباب الدماغ مرضاً بحد ذاته، إلا أنه إحدى العلامات التي يمكن أن تصاحب أمراضاً متعددة، ويتطلب علاج ضباب الدماغ تحديد المسبب الأساسي وعلاجه، وهناك مجموعة من النصائح يمكن اتباعها للتخفيف من الإصابة:
التعامل جيداً مع الضغط النفسي بالإضافة إلى تهدئة النفس.
طلب الدعم من الزوج أو المحيطين للمساعدة، مع القيام بتمارين التأمل واليوغا.
تجنب التدخين وعدم الإفراط في تناول مشروبات الكافيين.
الحفاظ على أسلوب حياة صحي، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة.
الحصول على قدر كافٍ من ساعات النوم: 7-9 ساعات كل يوم.
تنشيط الدماغ وتدريبه على حل مسائل؛ مثل الكلمات المتقاطعة والأحجية.
مراجعة الطبيب إذا استمرت أعراض ضباب الدماغ لفترات طويلة .
قد يهمك أيضا: