لا يسمح العديد من الآباء هذه الأيام، وخاصة الأمهات، لأطفالهم باللعب في الهواء الطلق بمفردهم ويراقبون باستمرار أطفالهم وهم يلعبون مع أصدقائهم. لقد وضعت توقعات الأبوة والأمومة في العصر الحديث الكثير من الضغط على الآباء، فالمبالغة في حماية الطفل، قد ينتج عنها اضطرابات عديدة للأطفال، كما يشرح أطباء علم النفس الاختصاصيون.
لماذا يشعر الآباء في العصر الحديث بالتوتر!
وفقاً لدراسة جديدة أجرتها جامعة إسيكس، فإن المراقبة المستمرة من قبل الوالدين تحد من فرص الأطفال في الاستمتاع بـ "اللعب التلقائي". وهذا يمكن أن يؤثر على تطورهم ونموهم بشكل عام. متجاهلين فوائد اللعب التلقائي، وهي:
1 - تقوية الجسم، و تمرين العضلات الكبيرة، والصغيرة ولاسيما في العاب الحركة و المجهود الجسمي.
٢ - تعليمُ الطفل العديد من المهارات الحركية مثل الركض، و القفز، والتسلق.
٣- تنسيق الحركات وتنظيمها وزيادة القدرة على حفظِ التوازنِ.
٤- تنمية مفهوم الذات.
لماذا تغيرت تربية أولياء الأمور لأطفالهم في العصر الحديث؟
نقلت شبكة فوكس نيوز عن مؤلف الدراسة قوله: "حتى التسعينيات تقريبًا، لم يكن من المتوقع من الآباء ترفيه ومراقبة أطفالهم إلى ما لا نهاية بنفس الطريقة التي هم عليها اليوم، لذلك كان لدى الأطفال حرية أكبر للعب بشكل مستقل ولكن منذ أن أصبح هؤلاء الأطفال آباءً، فقد تغير المجتمع، لذا هناك شعور متزايد بالمسؤولية تجاه تنمية أطفالهم".
أسلوب الحماية الزائد عن الحد، وزيادة ترفيه الأطفال، أنتجت طفلاً منهكاً يعاني من أعراض عديدة مثل: المزاجية، والعصبية، وغرابة الأطوار، والإحباط، والغضب، وآلام المعدة والرأس، والتمرد، والكثير غيرها؛ وهذا ما يستدعي الاعتماد على طبيب أطفال أو معالج نفسي.
علامات تدل على أن أحد الوالدين مفرط في الحماية
في حين أن حماية طفلك هي واجب ومسؤولية الوالدين، فقد ينتهي بك الأمر إلى أن تصبح والدًا يبالغ في حماية طفله باستمرار. إذا كنت والدًا مفرطًا في الحماية، فمن المحتمل أن تحوم باستمرار فوق رؤوسهم، وتدير أنشطتهم بشكل دقيق، وتخشى المخاطر البسيطة، وتتجنب التحديات، والقلق المفرط، وتحد من استقلاليتهم. وتشمل العلامات الأخرى الإصرار على التواصل المستمر، واتخاذ القرارات بالنيابة عنهم دون سؤالهم أولاً، والمبالغة في رد الفعل تجاه النكسات، وحمايتهم من الفشل.
أضرار ترك وقت أقل لأشكال اللعب العفوية
رغم شعور العديد من الآباء الذين ولدوا بعد أواخر الستينيات، والذين بدأوا الأبوة والأمومة في أوائل التسعينيات، بالقلق من أن أطفالهم ليسوا نشيطين وسط مخاوف بشأن صحتهم. ورغم هذه المخاوف، تركوا وقتاً أقل لأشكال اللعب العفوية. ووفقاً للنتائج، فإن الارتفاع في النشاط البدني المنظم للأطفال حدث بالتزامن مع انخفاض نسبة الأطفال الذين يلعبون بشكل عفوي.
أسباب عدم ترك الأطفال يلعبون بحرية
1 - زيادة المخاوف بشأن خطر الغرباء وزيادة حركة المرور على الطرق، مما يعني أن فرص الأطفال في ممارسة النشاط البدني من خلال اللعب التلقائي أصبحت محدودة.
2 - قضاء الآباء المزيد من الوقت في مشاهدة وملاحظة رغبات أطفالهم وسلوكياتهم والاستجابة لها.
3 - المراقبة المستمرة من قبل والديهم، جعلت وقت اللعب بشكل مستقل، أقل، رغم أنهم يتعلمون مخاطر اللعب في الهواء الطلق بأنفسهم. وهذا جعل الأمور أسوأ.
4 – بسبب أن الأطفال هذه الأيام أصبحوا أكثر استقرارًا لأنهم يختارون قضاء المزيد من الوقت في استخدام التكنولوجيا ووقت أقل في اللعب مع أصدقائهم.
ما الذي يمكن فعله؟
1 - تشجيع الآباء على قضاء المزيد من الوقت مع أطفالهم.
2 – تعليم الأطفال عن الاستقلالية، ودعم اختياراتهم منذ مرحلة الطفولة.
قد يهمك أيضا:
طرق تربية الأطفال وأثرها على العلاقات الزوجية
قواعد صارمة لتربية الأطفال بقصور العائلة المالكة في بريطانيا