تلجأ بعض الأمهات للمهدئات والأدوية المنومة لتنويم أطفالها، أو لتهدئة حركتهم الزائدة، ولكن هل إعطاء المهدئات للأطفال حتى وأن كتبها الطبيب لهم آمن؟
يرى الباحثون في هذا المجال أن إعطاء الأطفال مهدئات النوم يمكن أن يعيق قدراتهم على التعلم والتفكير والنمو، ويرى الدكتور مارتن فرانك أن هذه المهدئات والمنومات تمنع الأطفال من الراحة الجيدة خلال نومهم.
كما أظهر بحث الدكتور مارتن، الذي أجراه على القطط، أن قدرة أدمغة القطط التي تحرم من النوم على التأقلم أقل من تلك التي تنام نوما طبيعيا، ويقول هذا الباحث إنه في حال طبق هذا على نمو دماغ الإنسان، فإن إعطاء المهدئات المصممة أصلًا لاستهلاك البالغين يمكن أن يعيق نمو أدمغة الأطفال.
ويعتقد هذا الباحث أن ما لا يقل عن ربع الأطفال في بريطانيا يعانون من اضطرابات في النوم، أو إنهم يتعاطون نوعًا من أنواع الأدوية.
اقرئي أيضًا: أعراض حساسية الجلد لدى الصغار وطرق علاجها
إن النشاط الزائد أو صراخ الأطفال له أسباب ويجب معالجتها بدلًا من إعطائهم المهدئات.
إدمان المهدئات لدى الأطفال
تلك الأدوية غالبا ما يكون لها أثر سلبي على الجهاز العصبي للطفل، وخصوصا حينما تؤخذ بكميات غير خاضعة لاستشارة طبية، وبلا سبب مرضي لدى الطفل.
إضافة إلى تحول استخدامها بعد وقت إلى إدمان، فيصبح الطفل مع تكرر استخدامها غير قادر على النوم إلا بعد تناولها.
اقرئي أيضًا: هل طفلي مصاب بفرط الحركة؟
إحصائيات
رصدت الهيئة الأميركية للدواء والغذاء (FDA) أن نسبة استخدام تلك الأدوية في العالم ازدادت، ليتعاطاها نحو 30% من الأطفال حول العالم.
وقد طالبت الهيئة الشركات المصنعة لتلك الأدوية بأن توضح أضرارها ومخاطرها، فالأدوية المنومة أو المهدئة تؤدي، بحسب تقرير الهيئة، إلى حساسية شديدة وانتفاخ شديد في الوجه، ومشكلات في السلوكيات المتعلقة بالنوم، كما أن المهدئات تعمل من خلال خمول بعض المراكز في الجهاز العصبي، ما يسبب حالة من الهدوء المصحوب بالاسترخاء دون إحداث النوم للتقليل من التوتر والقلق.
أما الدواء المنوم فهو الذي يؤدي إلى النوم ويستخدمه عادة المصابون بالأرق، هو ذو تأثير على مستقبلات معينة في الخلايا، وقد تسبب هذه الأدوية أرقا للطفل، وتدنيا في الشهية، وطنينا في الأذنين وتشوشا ذهنيا، إضافة إلى ظهور أعراض لاحقة لا تظهر مباشرة على الطفل.
فهي تؤدي إلى تأخر النمو العقلي، وذلك يبدو واضحا خلال سنوات الدراسة. والاستعمال المتكرر لتلك الأدوية يؤدي أيضا إلى اضطراب في الجهاز التنفسي المزمن، كالتهاب القصبات، إضافة إلى اضطرابات في الإحساس وعدم القدرة على تحمل الأصوات والضوء.
وفي هذا الإطار، أشار طبيب الأطفال، الدكتور هاني سليمان، إلى أن استعمال بعض الأهالي اليومي لتلك الأدوية يؤدي إلى حدوث اضطرابات في النوم، سببه إدمان الجسم إلى هذه الأدوية، إضافة إلى ميل الطفل نحو العنف والاعتداء على الآخرين.
اقرئي أيضًا: تطور الحركة عند الصغار
وإذا تناول الطفل جرعة كبيرة من المنومات أو المهدئات، فإنه بالتأكيد سيعاني نوعا من التسمم.
تجدر الإشارة إلى أن تلك الأدوية تحتوي على مادتي "البارابتيورات" التي تعد أخطر من الأدوية التي تضم مادة "البنزوديازينات" التي تعمل على أجزاء محدودة في المخ.
ويشير سليمان إلى أن نسبة استعمال الأدوية المهدئة والمنومة للأطفال يجب أن تكون "صفر"، ولكنها مرتفعة نسبيا حتى ولو لم تصل إلى نسبة متوسطة، إلا أنها من الناحية الطبية تبدو مقلقة.