عليكِ أن تعلمي قبل كل شيء أن الإمساك هو حالة طبيعية خلال الحمل. لتمر هذه المرحلة بدون مضاعفات التي قد تشكل خطورة على حملكِ وسلامة جنينكِ، يكفي أن تتعرفي على الأسباب وتراجعي نظامكِ الغذائي لتعود الأمور إلى طبيعتها. إذا كنتِ تعانين من الإمساك في مرحلة الحمل فلا داعي للقلق لأننا سنقدم لكِ أدق الحلول اعتماداً على أسباب الإمساك لتتجنبيه قدر الإمكان.
ما هي أسباب الإمساك خلال الحمل؟
إذا أخبرتِ طبيبتكِ بمشكلة الإمساك فالأكيد أنكِ ستلاحظين أنها غير مستغربة من الأمر، فأغلب السيدات يواجهن هذه المشكلة وتتسبب في هذه الحالة ثلاثة أسباب رئيسية وهي كالتالي.
أولاً: خلال فترة الحمل وخاصة أولها، يعاني جسمك من اضطراب في مستوى الهرمونات، مما يؤدي إلى بطء الحركة المعوية لدى الحامل. يتزامن هذا المشكل مع زيادة رغبتكِ في الأكل مما يسبب لكِ عسر الهضم ومشاكل في المريء والأمعاء.
ثانياً: كلما اقتربتِ سيدتي الحامل من نهاية فترة الحمل يزداد الضغط على الأمعاء خاصة القريبة من المعدة مما يؤثر على العملية الهضمية ككل انطلاقاً من المعدة إلى غاية آخر الأمعاء. هذا الضغط ينتج بسبب كبر حجم الجنين واستحواذه على مساحة أكبر كلما مرت شهور الحمل.
ثالثاً: إضافة إلى هذين العاملين الرئيسين، هناك عامل قلة حركتكِ وخمولكِ خاصة مع الإحساس بالتعب والتوقف عن عدة أمور إعتادها جسمكِ كالرياضة التي تمارسينها عادة والأعمال المنزلية. كما تعلمين فإن الحركة والرياضة عموماً تنشط الجهاز الهضمي وتساعده على تنظيف نفسه لذلكِ لا تتهاوني في هذا الأمر. هناك الكثير من الرياضات التي يمكنك كحامل أن تمارسيها بعد استشارة طبيبتكِ الخاصة على سبيل المثال: اليوغا، السباحة، المشي وغيرها...
كيف يمكنكِ محاربة الإمساك خلال فترة الحمل؟
إذا ما استشرت طبيبتكِ خلال متابعة الحمل فلابد أنها ستقدم لكِ كماً هائلاً من النصائح خلال كل مرحلة من الحمل حتى تتفادي مشكلة الإمساك وتحافظي على صحتكِ وصحة جنينكِ، لكن هناك مجموعة من النقاط التي يمكنكِ أن تعتمدي عليها بشكل أساسي خلال كل مراحل الحمل لتجنب الإمساك.
أولاً: أدرجي في نظامكِ الغذائي اليومي مجموعة من الخضروات والفواكه الغنية بالألياف الغذائية والتي تعزز عمل الجهاز الهضمي. من الضروري أن تتناولي ما بين 400 إلى 600 غرام من الخضروات المطبوخة وما بين 300 إلى 400 غرام من الخضروات والفواكه الطازجة لتغطية حاجتكِ اليومية من الألياف الغذائية.
ثانياً: ينصح بشرب كأس من الماء البارد صباحاً مباشرة بعد استيقاظكِ. ذلك أن الماء البارد يعزز من السائل المعوي ويحسن عمل المعدة والقولون مما يسرع الهضم لديكِ بشكل جيد.
ثالثاً: لا يجب أن تستغني عن الماء بكمية كافية بين الوجبات وخلالها بما يعادل لتر ونصف إلى لترين في اليوم، على أن تشمل كل من العصائر الطازجة والحليب والماء وغيرها من السوائل.
رابعاً: من المهم سيدتي أن تتناولي كمية كافية من الفواكه والخضار والمأكولات الغنية بالألياف مثل الخبز الكامل والبطاطس والخضروات الجافة والخضروات الخضراء. يجب أن تتناولي على الأقل صحن من الخضار مع الخبز كل يوم بالإضافة إلى الكثير من الفاكهة حسب حاجتكِ.
خامساً: يجب أن لا تنسي أن تمارسي بعض التمارين الرياضية حسب قدرتكِ مثل المشي والسباحة والتمارين الجيم الخفيفة.
متى يجب استشارة الطبيب؟
لابد أن تستشيري الطبيب في حالة لم تتغير حالتكِ لعدة أيام رغم تطبيق النصائح المذكورة أو في حالة كانت الآلام مستمرة. سيقدم لكِ الطبيب خطة علاجية دوائية من أجل زيادة سوائل الأمعاء ومخففات الألم التي تناسب مرحلة حملكِ والتي ليست لها مضاعفات جانبية على صحتكِ وصحة جنينكِ.