ها هي الصين تعلن أخيراً عن انتهاء سياسة تحديد النسل التي فرضتها على شعبها لأكثر من 35 عاماً بسبب التكاثر الهائل في أعداد السكان. وقد أجبرت الصين سكانها على إنجاب طفل واحد فقط، لا أكثر، تحت طائلة التعرض لعقوبات شديدة تصل إلى إجراء عمليات جراحية توقف خصوبة النساء تفادياً لحدوث أي حمل، أو حتى حقن مادة سامة في دماغ الطفل المولود حديثاً لقتله على الفور، ومن ثم رميه في سلة النفايات أمام عيني أمه المفجوعة!
وقد عانى الكثير من الأشخاص من هذا القرار الظالم، بحيث اضطرت نساء كثيرات إلى الإجهاض، أو الهرب من البلاد لولادة أطفالهن في الخارج، وبالتالي بيع كل ممتلكاتهن والتخلي عن وظائفهن لعدم قدرتهن على العودة مجدداً إلى الصين.
طوال كل هذه الأعوام، نشأت أجيال عدة من الأولاد "الأباطرة"، أي الأولاد الذين ترعرعوا وحيدين في كنف عائلاتهم، من دون إخوة أو أخوات... فكان لهم كل ما أرادوه وتمنوه.
لكن بدءاً من شهرآذار/ مارس المقبل، سيُسمح للأزواج بإنجاب ولدين اثنين بدل الولد الواحد، على أمل إعادة التوازن إلى الواقع الديموغرافي الذي أُصيب بخلل على مرّ الأعوام. لكن، هل يبصر هذا القرار النور على أرض الواقع؟ فالعائلات الصينية اعتادت على فكرة إنجاب طفل واحد فقط، وبالتالي إمكانية عيش العائلة بمستوى معين من الرفاهية، لا سيما أن المدن الصينية مزدحمة جداً، وإيجاد المسكن مكلف جداً، والتعليم تنافسي، وسوق العمل سيئة للغاية.