على حين يستبشر بعض الآباء بحمرة وجه الطفل، وإطراقه إلى الأرض، وقلة حديثه -خاصة مع الغرباء-، وسكوته عند أدنى سؤال؛ يفزع آخرون من ذلك، وقد يعتبرونه مرضاً يهرعون على أثره لطبيب نفسي، وأحياناً عضوي. حتى إن شركة "لوندبك" أعلنت عن أقراص لعلاج مثل هذه الحالات، والتغلب عليها تدريجياً، وهذه الحالة عند الأطفال هي ما يطلق عليه اسم "الخجل"، وقد بات الخجل سمة ظاهرة عند شريحة كبيرة من الأطفال، سواء في الشرق أو في الغرب. ومن الطريف أن "إبراهام لينكون" كان رجلاً خجولاً بل شديد الخجل، وكذلك كان غاندي. وثمة فرق بين الخجل والحياء، فالحياء خلق فاضل في النفس، يبعثها على الانقباض من كل ما يعيبها، ومن التقصير في حق من له حق، أما الخجل فهو حالة انكسار ودهشة وتحيّر، تتلبس بالنفس، فلا يُدرى معها كيف المخرج، فينكمش صاحبها عن كل شيء. بداية عليك أن تعلمي أن الخجل ليس خطئًا وإنما هو سمة شخصية ولا يجب الضغط على الابن فيه إلا إن كان يعوقه عن المتعة والفائدة كطفل، وأما مجرد الخجل في بداية التعرف على الآخرين فلا مشكلة فيه.وأحيانًا ما يكون الخجل نوع من التأني وعمق التفكير والحذر في بناء العلاقة مع الآخرين بينما قد يكون الشخص الاجتماعي متسرعًا في بناء علاقاته مع الآخرين غير المناسبين لشخصيته أو صداقته مثلًا. وفي كل الأحوال عليك الحرص الشديد على معالجة الأمر بروية وحكمة، ولا تنتقدي الطفل أو تضغطي عليه.