الطفل العنيد من أصعب الأطفال تعاملًا، فهو يستلزم معاملة خاصة و صبراً كبيرًا نظراً لشكواه الكثيرة سواء في المدرسة أو في المنزل. إنه لا يستطيع مواكبة الأنشطة المطلوبه منه، لذلك نقدم لكم عدد من النصائح الهامة التي تساعد على التخلص من بعض العادات السيئة التى يمارسها الطفل العنيد و التي تؤثر تأثيراً سلبياً على نفسية الطفل و على والديه.
لماذا يكون الطفل عنيد؟
ما أسباب عناد الطفل؟ هل الخطأ يكمن في تربيته؟ لا ينشأ الطفل عنيدًا من نفسه، بل يكسب هذه الصفة مع الوقت نتيجة تصرفات من حوله و طريقة التعامل معه.
التدليل و الإهتمام الزائد
يمكن أن ينشأ الطفل عنيدًا إذا إهتمت الأم أو الأب بالطفل إهتمامًا مبالغًا به. يؤثر هذا التصرف بطريقة عكسية فتتولد فيه ثقته الزائدة بنفسه تسبب العناد فيما بعد. هذا الإهتمام المبالغ قد يتكون أيضاً من تدليل مادي مفرط. تدليل الطفل نفسيًا أو ماديًا يجعله يدرك أن جميع طلباته ستكون مُجابة، وأن مهما حدث سيلبى له جميع طلباته. هذا يعزز من مشاعر العند و الثقة الزائدة بالنفس.
قد تكون المشكلة مشكلة تربية في بعض لأحيان. فعدم تربية الطفل على احترام الكبير تعود الطفل على أن يفعل كل ما يحلو له و في أي وقت إلى أن يبدأ في العناد و لا يتقبل آراء الكبار.
إهمال الطفل، احتياجاته و مشاعره
إبتعاد الأهل عن التحدث مع الطفل و مناقشته في جميع مشاكله اليومية سواء في المدرسة أو البيت قد يؤدي إلى العناد كطريقة للفة اهتمام أهله. لهذا السبب إذا فقد الطفل أحد الوالدين أو عامل أحدهما الطفل بطريقة عنيفة، يجب على الطرف الآخر احتواء مشاعر الطفل و تعويضه عما فقده و إلا ستتحول هذه المشاعر لديه إلى مشاعر زعل، عنف أو عناد. معاملة الأطفال بطرق مختلفة عن بعضهم أو معاملة أحد الأطفال بطريقة أفضل من أخوته يسبب له ذلك تعلم العناد الذي عرفه من مبدأ التميز عن الآخرين.
إذا كنت تعانين من إحدى هذه المشاكل مع طفلك، تابعي القراءة كي تتعرفي إالى الحلول!
1- التحدث و الإنصات إلى ما يقوله طفلك
يتسم الأطفال منذ خلقتهم بالعديد من السمات العقلية التي توجد في البالغين. إلا أن الفرق يكمن في تمتع البالغين بالقدرة على التحدث و شرح ما بداخلهم بكل سهولة عن الأطفال، لهذا لا بد أن تنصتي لما يقوله الطفل. تبادل الحوار معًا يمنحك معرفة كل ما يشغل باله و يفكر فيه كما يساعدك على تصحيح مفاهيمه الخاطئة.
فلا يمكن للمدرسة أن تقوم بهذا الدور بمفردها مما يجعل الأهل يتفاجئون ببعض الممارسات الغريبة للطفل. من هنا يحدث الصدام نظراً لعدم تقبل الطفل للمفاهيم الجديدة التي يمليها عليه أبواه و هنا يبدأ السلوك العنيد للطفل، لذلك يجب الحرص على قضاء بعض الوقت يوميًا في التحدث مع طفلك و بناء علاقة صداقة و مودة لبناء شخصية ذات ثقة.
2- تجنبي تقييد طفلكِ و إتركي له الحرية
من الضروري عدم التعامل مع الطفل بمحاولة السيطرة عليه حتى لا يلجأ إلى العند، عدم الإنصات أو عدم تطور شخصيته الفريدة. فمثلًا عندما تجبر الأم طفلها على إرتداء الملابس الشتوية و هو يشعر بالحرارة، حينها لن ينصت الطفل إلى هذا الحديث و سوف يكون رد فعله عنيداً للغاية. ذلك نظراً لأنه يشعر بضرورة الدفاع عن نفسه و التمسك برأيه في وجه الأم المسيطرة. يكون هدف الطفل في الحياة هو حماية نفسه من أن يتم التحكم فيه من قِبل الآخرين. لذلك على الأم أن تترك بعض الحرية لطفلها في التعبير عن رأيه و حرية الاختيار بدلًا من إعطائه أمرًا مباشرًا. من الذكاء أن تعطي الطفل اثنين من الخيارات التي تؤدي إلى نفس الهدف.
3- لا تصرخي في وجه الطفل أو تضربيه
تجنبي الصراخ المستمر و المباشر في وجه الطفل فهذا يجعله أكثر عناداً و قد يخوفه جداً. إستبدلي الصراخ بالشرح في وجهه وأنت تنظري إليه بشكلٍ هادئ و تستمعي له و إلى ما يرغب فيه جيداً. اذكري في كلامكِ له أنه رجل أو امرأة، أنه قائد أو قائدة، حتى يمكن التوصل إلى إتفاق بينكما ترون أنه أنسب الحلول خلال الوقت الراهن. بالتالي يتم حل المشكلة بإسلوب هادئ، ليس هذا فحسب بل سوف يساهم هذا الأمر في زيادة الثقة بينكما و يتخلى عن فكرة أن الأب أو الأم هما العدو في حياته. احرصي على ألا تجبري طفلكِ على أن يتبع و ينفذ الأوامر حتى لا تخلقي منه شخصية ضعيفة ليس لديها ثقة بنفسها.
4- احرصي على إعطاء طفلك الإحترام
هناك العديد من الأفكار المترسخة منذ القدم أن الصغار لا يستحقون الإحترام لأنهم غير واعيين للحدث الذي يعيشون فيه خلال الفترة الراهنة. تعد هذه الأفكار بمثابة كارثة حقيقية فالطفل يعي ويدرك الأمور جيداً منذ يوم ولادته، إلا انه يستدعي أيضًا كل ما حدث له من قبل عند الحاجة إليه أو عند حدوث حقائق متشابهة. لذلك من الضروري أن تعطي الطفل الإحترام والتقدير حتى يصبح الإحترام منهجه في التعامل مع الآخرين في حياته. تأكدي من أن طفلكِ سوف يتعامل معكِ مثلما تتعاملين معه، فبادري في أن تجعليه يحترمكِ و يحترم ذاته و بالتالي يحترمه المجتمع برمته. إحذري من إهانته خاصة أمام الآخرين فالعواقب سوف تكون وخيمة.
5- إعلمي جيداً أنكِ قدوة لطفلك
سلوكيات طفلكِ هي إنعاكس لسلوكياتكِ، يجب أن تدركي ذلك جيداً. فالأطفال يسعون إلى تقديم أفضل ما لديهم بمساعدتكِ انتِ. فالأم و الأب هما القدوة الحقيقية لأبنائهم و أساس تنمية شخصيتهم. فحاولي أن تضبطي تصرفاتكِ أمام طفلك حتى لا يقلدكِ في سلوكٍ خاطئ بمساعدكِ و أنتِ غير مدركة للأمر. تربية الطفل العنيد تحتاج الى بعض المجهودات من الأب والأم معًا، حيث يترتب على هذه التربية إما امتلاك الطفل لشخصية سوية أو أن يزداد عناد الطفل و يفقد الأب و الأم السيطرة على افعاله و سلوكياته.