العديد من النساء يفرضن سيطرتهن على أزواجهن بصورة قد تصل إلى حد الانزعاج، فلا يكاد الرجل يتلفت يميناً أو يساراً حتى يجد لديه رقيباً عتيداً، وبعض الأزواج قد يتقبلون ذلك، بينما بعضهم الآخر يعلنون تمردهم والخروج من "عباءة زوجاتهم" ليواجهوا المجتمع وحياتهم بما يرونه مناسباً، ولكن عند ذلك الخيار يحتدم الصدام بين الزوجين.
ولدراسة تلك المشكلة وأبعادها، نلتقي مع الأخصائية النفسية والاجتماعية الدكتورة نوال الزهراني، والتي تقول: أرى أن تلك الظاهرة لا تحدث إلا عند السيطرة بطريقة مفرطة، بالطبع من حق الزوجة أن تخاف على زوجها، ولكن ليس إلى حد أن تقوم بخنق حريته وآرائه والتضييق على تصرفاته.
الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة: من أعظم الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الظاهرة السيئة أن الكثير من هؤلاء الرجال تعرضوا إلى ضغط نفسي وعصبي على مدى أعوام طويلة، كما أُسقطت هيبتهم في قلوب زوجاتهم، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أهمها:
أخذ القرارات نيابة عنه: بعض الزوجات يفرضن على الرجل أسلوبهن في الحياة، فتقوم الزوجة بالتدخل في طريقة لبسه وخروجه ومواعيده مع أصدقائه، كما أنها قد تتدخل في اختياراته لعمله، وإذا لم يقم الرجل بما تريده، قد تثور وتغضب وتتوعد، فينزل الرجل عند رغباتها حفاظاً على منزله.
تقرر كيفية إنفاق النقود: الزوجة هي المدبرة الأولى للمنزل، ولكن لا يعني ذلك الحد من مصاريف الزوج بصورة كبيرة، وتحجيم تصرفاته المالية، كما أنها دائماً ترى أن ما يريده هو كماليات، ما قد يغضبه على المدى البعيد.
السؤال المتكرر وعدم الثقة: هنا تقوم الزوجة بأمر غاية في الإزعاج، وهو الاتصال الدائم بالزوج، مما يجعله يشعر بأنه في حلقة مراقبة، فهي تتبع خطواته على مدار اليوم، ولا يكاد يغلق المكالمة حتى تباغته بمكالمة أخرى، وتظل تطرح الأسئلة للتأكد من صدقه.
الزوجة دائماً على حق: بعض الزوجات لا يقبلن الحوار مطلقاً، ويعتبرن أنفسهن دائماً على صواب، والزوج مخطئ، كما أنهن يهمشن رأي الزوج ويستخففن به، ويعتقدن أن رأيهن هو الصواب ولا يتحمل الخطأ، وهنا قد يظن الزوج بأنه أصبح كمية مهملة لا قيمة لها، فإما الخضوع أو التمرد.
أبعاد تلك المشكلة وأثرها على الأسرة:
خلافات مستمرة: مع استفحال تلك الأسباب، تبدأ الخلافات بين الأزواج تتصاعد حدتها، فعند محاولة الزوج التغيير، قد تثور الزوجة، وتعتبر ذلك تدخلاً في تخصصاتها وتقليلاً من شأنها، وتتزايد الصراعات والمشاكل الزوجية.
التمرد على الوضع الحالي: بعض الأزواج يقررون التمرد الجاد، فيكسرون جميع تلك الحواجز والقواعد التي نسجتها الزوجة، مما قد يؤدي إلى عدم رضا الزوجة ونفورها من زوجها، ومن جهته يرى في تراجعه استسلاماً، وهنا قد يحدث صدام يؤدي إلى الطلاق.
بقعة ضوء
أوجه نداء للسيدات: لا داعي للتقييد؛ لأنه في النهاية سيؤدي بكن إلى درب غير سوي وهاوية الصراع الزوجي، وقد لا تجدن سوى باب الانفصال كمنفذ هروب لكنَّ ولأزواجكن، لذلك عليكن باللين، ولا تعتمدن القسوة كي لا ينهار زواجكن.