الحياة الزوجيّة السعيدة والناجحة

على غرار كلّ الأشياء الجميلة والجيدة في الحياة، تتطلّب العلاقة الزوجية المتينة والمديدة عملاً دؤوباً وجهداً جباراً ومتواصلاً، من قبل الطرفين على حدٍّ سواء.

وقد يبدو هذا الأمر للوهلة الأولى مخيفاً ولكنه في الواقع غير ذلك كلياً. ومن وجهة نظر العلم، تربو العلاقة الزوجيّة السعيدة والناجحة على صفتين أساسيتين لا ينبغي أن تغيبا عن الحياة الشخصية لأيّ كان، وهما الطيبة والوجه البشوش.

نعم، هذا صحيح. الطيبة، بمعيار العالمين النفسيين جون وجولي غوتمان وبعد أعوامٍ طويلة من الأبحاث التي طاولت آلاف المتزوّجين، هي الغراء الذي يُلصق الزوج بزوجته والزوجة بزوجها ويُحافظ على رابطهما الأبدي للأبد. هذا طبعاً إلى جانب الاستقرار العاطفي.

ولعلّ أحلك اللحظات وأصعبها لإظهار الطيبة والتصرف بلطف تجاه الشريك، هي أوقات الشجار والجدال. مع العلم بأنها من اللحظات التي يكون فيها الزواج أحوج إلى المعاملة الطيّبة من أي وقتٍ آخر. فالغضب والتعبير عنه بعتف وعدائية قد يُسيء بشكلٍ كبير إلى العلاقة الزوجية ويُحدث في دعائمها أضراراً لا تصطلح.

ولا نعني بالطيبة ألا تُعبّري عن غضبك وانزعاجك، بل نعني بها الطريقة التي تختارينها للتعبير عن مشاعرك السلبية والتنفيس عنها: يُمكنكِ أن تصرخي في وجه شريكك وترمي سهاماً نارية في وجهه قدر ما تشائين أو يُمكنكِ أن تُفضي له عن مكنونات قلبكِ وتشرحي له ممّا أنتِ مجروحة أو غاضبة، وهذه طبعاً الطريق الأكثر دلالةً عن الطيبة... القرار قرارك!