لا نستطيع القول إنّ الرّجل خائنٌ في طبيعته، ولكن يمكن القول بأنّ الرّجل في بحث دائم عن الأنثى الأسطوريّة الّتي رسمها في خياله، أو الأنثى المثاليّة، وهذا هو الأمر المستحيل؛ لأنّ فكرة الإنسان المثالي المطلق ليست سهلة التّواجد، وكون الأنثى بجميع الأحوال مغريةً بشكلها وأنثوتها للرجل، فهي تمثّل له في كثيرٍ من الأحيان هدفاً يسعى للوصول إليه والتقرب منه، ولكن هذا لا يعني أبداً بأنّ الرّجل خائن في طبيعته، فعندما يجد الرّجل الأنثى الّتي تسكن قلبه وتستقرّ فيه، يصعب عليه أن يفتتن بأخرى. بالإضافة إلى أنّ على المرأة أن تجعل حياتها هادئة مع الرجل، بعيدةً عن المشاكل قدر الإمكان، كي لا يتورّط الرّجل في الخيانة لأيّ سببٍ من الأسباب.
نظرة المرأة للخيانة ودورها فيها
قد تعتبر المرأة أنّ بعض التصرّفات التي يقوم بها الرّجل خيانة في حين أنّها لا تعدّ خيانة، فإذا كان عمل الرجل يتطلّب منه أن يتعامل مع الإناث، وأن يكون لبقاً ولطيفاً معهن، فهذا الأمر وإن شكّل خطراً ولكنّه لا يعدّ خيانةً في حدّ ذاته، ويمكن للمرأة أن تجعل رفيقها بعيداً عن الخيانة بأن تتقبّل عمله ولا تزعجه بغيرتها المستمرّة، والغير منطقيّة، وأن تجعل من علاقتها به علاقةً تستند إلى الثّقة والتّفاهم، وتحرص على أن تكون علاقةً شاملةً؛ فهي علاقة صداقة، وثقة، وتفاهم، وتقبّل، لذا فإنّ المرأة تلعب دورا هامّا في الحفاظ على توطيد العلاقة، وإبعادها عن الخيانة.
وبالإضافة إلى دور المرأة فإنّ الرّجل لا يخلو من المسؤوليّة أيضاً، فعليه أن يبذل جهده للوصول مع رفيقته أو حبيبته إلى علاقة وطيدة، ومميّزة، وأن لا يدع لرفيقته مجالاً للشكّ والريبة في العلاقة، وأن يكون واضحاً معها ويشعرها بالأمان، ويعمل على زيادة ثقتها بنفسها، ويحرص على أن يشرح لها ظروف عمله، وأن لا يأخذ من هذه الظّروف سبباً لتبرير الخيانة، أو للتقرّب من الإناث على حساب علاقته، وأن يتقبّل رفيقته ويفهمها، ويقتنع بها، ولا يسعى لتغييرها، أو يطلب منها أن تكون عكس طبيعتها.