الصداقة من أهم المشاعر الجميلة التي يمكن أن نشعر بها تجاه أشخاص معينين في حياتنا؛ فالصديقة المقربة هي الحضن والملجأ لصديقتها في جميع الأوقات، في الحزن قبل الفرح، وهي مخزن أسرارها وملهمة أفكارها، هي الأخت التي لم تنجبها الأم ومصدر الثقة الدائم.
ولكن، مع الزواج هل يختلف ذلك الأمر؟ فالصداقة بين الصديقتين قد تمتد أيضًا إلى الزوج، فهل هذا الأمر صحيح؟ وما حدود العلاقة التي يجب أن تكون بين الزوج والصديقة؟ هذا هو ما سنخبركِ عنه في هذا المقال.
في بداية أي علاقة زوجية، وفي أثناء فترة الخطوبة، يرغب كل طرف في التعرف على عالم الطرف الآخر وجميع تفاصيل حياته اليومية، ومن هذا المنطلق قد يرغب الزوج في التعرف على أصدقاء زوجته وخاصة المقربين منها، لرغبته في معرفة أدق التفاصيل عنها، إذ يجد أن التعرف على الصديقة المقربة لشريكته وسيلة لمعرفة جميع أسرارها وأحلامها، وأيضًا التودد لها، فهو بذلك يحقق هدفه، وفي الوقت ذاته يُشعر شريكته أنه يهتم بكل الأشخاص المهمين لديها.
ومع مرور الوقت، قد تتوطد العلاقة بين الزوج والصديقة بحكم تدخلها بين الشريكين ومعرفة الكثير عن تفاصيل حياتهما، فقد يتواصل زوجكِ مع صديقتك للاستعانة بها لحل أحد المشاكل بينه وبينكِ، أو لتقريب وجهات النظر بينكما باعتبارها أحد الأشخاص المقربين لكِ، التي يمكنها التفاهم معكِ أو إقناعكِ بفكرة ما يريد الزوج تنفيذها ولا يستطيع إقناعكِ بها. وجميع ما يسير وفق هذا الإطار فهو أمر طبيعي ومسموح به، ولكن الأمر قد يشكل تهديدًا لعلاقتك مع زوجك إذا وصل الأمر بينكما إلى كونكما لا تستطيعان حل مشاكلكما الخاصة إلا في وجود الصديقة، أي انعدمت لغة الحوار والتفاهم بينكما وأصبحت الصديقة هي حلقة الوصل بينكما.
لماذا يجب الحذر من توطد العلاقة بين زوجي وصديقتي إلى حد كبير؟
الزوج بطبيعة الأمر ينجذب إلى من يجد لديه الراحة في الحديث ومن يفهمه دون شرح، ولأن الصديقة قد تبدو دائمًا هي الشخص الذي يستمع ويصدر أحكامًا عاقلة على الخلافات التي تحدث، يشعر الزوج في بعض الأوقات أن الصديقة عاقلة ومتفهمة ويمكنه التحدث معها بكل وضوح وشفافية، والثقة في رأيها، وقد لا يرى ذلك في زوجته. وخطورة هذا الأمر ستظهر بعد ذلك؛ لأن مصدر راحة الزوج وثقته ستنتقل من الزوجة إلى صديقتها، وقد يبدأ الزوج في اكتشاف جوانب شخصية الصديقة قد تجذبه أيضًا لها. وبكل صراحة يمكن أن يصل الأمر للخيانة.
ما حدود العلاقة بين الزوج وصديقتي؟
ضعي إطارًا محددًا لعلاقة صديقتك مع زوجك، سواء بشكل عام خلال الأوقات العادية، أو عند السفر أو الترتيب للاحتفال معًا بأي مناسبة، أو بشكل خاص في حالة وجود خلاف بين الزوجين وتدخلت الصديقة للتقريب بين وجهات النظر أو للتخفيف من حدة الخلاف.
اعلمي أن هناك أمور خاصة وسرية بينك وبين زوجك لا يجب التحدث فيها مع الصديقة، مثل الأمور المادية أو العلاقة الحميمة أو الأسرار الخاصة بعمل الزوج.
تقربي من زوجك أكثر من ذي قبل واقضي معه وقتًا أكبر واحرصي على مشاركة اهتماماته.
لا تقيمي أي احتفالات أو ترتبي لخروجات جماعية تجعل المساحة بين زوجك وصديقاتك أكثر قربًا وأقل كلفة.
في حال شعرت بعلاقة غريبة أو تقارب زائد عن الحد بين صديقتك وزوجك، فعليك أن تجعلي علاقتك بها بعيدًا عن زوجك كأن تتقابلا خارج المنزل دون أن تزوريها في منزلها كثيرًا أو تزورك في منزلك.
أخيرًا عزيزتي، الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية في الوجود، والزواج هو علاقة مقدسة تربط بين الشريكين مدى الحياة، لذلك فالمحافظة على هاتين العلاقتين في حياتنا ستجلب لنا جميع سبل السعادة والراحة؛ فقط نلتزم بالمواءمة بينهما ومعرفة حدود كل علاقة وعدم تجاوزها.