يُمثل "الابن الأوسط" مشكلة تعاني منها الكثير من العائلات اليوم، ويشكو الكثير من الآباء والأمهات من سلوكيات وليدهم الأوسط رغم أنهم هم السبب في حدوث تلك المشكلات السلوكية وتفاقمها، وإلا لما ظهرت تلك المشكلات في ابنهم الأوسط دون باقي الأبناء، ف"الابن الأوسط" يدفع ثمن أخطاء تربوية كثيرة يقع فيها الوالدين في حقه؛ فتظهر في تصرفاته مع المحيطين به، وعلاقاته بإخوته بالتحديد.
ويعد "الابن الأوسط" هو ذلك الطفل الموجود في أسرة مكونة من ثلاثة أبناء على الأقل؛ بحيث يكون الفرق الزمني بينه وبين من يسبقه أو من يليه أقل من ست سنوات. و"الابن الأوسط" مشتت، يشعر بأنه لا محل له من الإعراب، فهو يأتي بين ابن أكبر يأخذ زمام المبادرة وحرية اتخاذ القرار فهو الكبير، وأخ أو أخت صغرى تنال الكثير من الدلال، بينما يقف هو متنازع التفكير بينهما، لا دور له محدد داخل الأسرة، فهو يرى نفسه ضحية، حيث يتم توجيه الملاحظات إليه دائمًا، وتنتقد تصرفاته باستمرار، ويعتمد عليه لإنجاز مهام وواجبات أكثر من إخوته، أو يتم تجاهله بشكل عفوي من الأهل، مما قد يؤدي به إلى الإحساس بعدم انتمائه للأسرة.
وتجعل كل تلك الأسباب "الابن الأوسط" يميل إما إلى العنف الزائد والعدوانية والغيرة، أو المثالية الزائدة في تصرفاته، وذلك نتاج طبيعي لحيرة ذلك الطفل الصغير لتفسير تصرفات والديه نحوه ونحو إخوته، ومحاولة منه لإثبات ذاته داخل الأسرة وإيجاد مكان ودور فعال بداخلها.