الانفصال أو خسارة من تحبين قد يدخلك في دوامة من الاكتئاب وضيق النفس بشكل كبير، وقد يبرز لديك شعور بأنك من الصعب أن تكوني سعيدة في حياتك بدون من تحبين، وتفقدين الثقة بشكل كبير في من حولك، كما أنك قد تلجئين إلى العقاقير والمهدئات أو التفكير في العزلة، ويصل الأمر عند بعض الأشخاص في التفكير في الانتحار نتيجة الحالة النفسية الصعبة التي يمرون بها.
ويبقى دائماً السؤال: هل ينتهي العالم بالفعل عند فقدانك من تحبين؟ وهل يمكن للإنسان تخطي تلك المرحلة كأنها لم تكن؟
نقدم لك في ما يلي بعض الأمور التي تساعدك على ذلك:
1- الواقعية: الانفصال قد يجعلك حزينة، ويشعرك بأنك شخصية غير مرغوب فيها، كما أنه يجعلك تشعرين بأن حياتك لا تستحق أن تعاش دون الشخص الذي يحبك بصدق، ولكن عليك أن تكوني واقعية، وأن تدركي أن الفشل جزء لا يتجزأ في حياة كل فرد، فإذا كان الفشل يجعل الشخص يتخلى عن كل السعادة في الحياة، يجب أن تكون الغالبية العظمى من الناس في هذا العالم تعيسة وبائسة، لذلك عليك الاستمرار وعدم النظر للوراء، فما حدث قد انتهى، ولكن يمكنك تغيير مستقبلك، وإلا سوف تظلين تقبعين في بئر الحرمان الذي وضعتِ نفسك داخله.
2- الابتعاد عن أماكن الذكريات: من أهم الخطوات لتخطي الانفصال تجنب الأماكن التي كنتما تترددان عليها سابقاً، فهي ستقلب عليك الأحزان والأوجاع، لذلك ابتعدي عنها، وضعي دائماً مسافة كبيرة بينك وبين من انفصلت عنه، فكلما وقعت عيناك عليه، سوف تتذكرين هذا الموقف وتعاودين الحزن والشوق والاكتئاب، لذلك عليك الحذر من تلك النقطة.
3- التركيز على عملك ودراستك: التركيز على حياتك العملية أمر جيد، فقد يشغل كافة وقتك، وقد يكون دافعاً لك للعمل أكثر وبجدية، ويخلق لديك حساً عالياً بالنجاح وتحقيق الذات، كما أن المضي قدماً في حياتك سوف يشعرك بأن الحياة لم تتوقف وأنها مستمرة، ولا يمكن لها أن تنتهي إلا إذا وضعتِ أنت نهايتها بيدك.
4- التحكم في عقلك: إذا ظللت تقولين لنفسك: "إنك لن تستطيعي نسيان الأمر، ولن يمكنك تخطيه، وسوف تظلين حبيسة ذلك الحب"، فعليك العلم بأن عقلك سوف يعمل على ذلك، وسوف يظل يحتفظ بتلك الذكريات السيئة وينميها ويغرسها أكثر في ذاكرتك، بينما إذا قمتِ بالعكس، فسوف تذهب تلقائياً إلى سلة المهملات في عقلك، وسوف تجدين نفسك تعيشين عيشة طبيعية غير متأثرة بما حدث لك.
قد تكونين خسرتِ حب حياتك كما تعتقدين، ولكنك لم تخسري حياتك بعد، وإذا كان من تكنين له كل ذلك الحب قرر الانفصال ومتابعة حياته وعدم الاكتراث لك، فلماذا الحزن على شخص أنت لا تعنين له شيئاً؟ ولماذا تجعلين حياتك تقف عند ذلك الحد؟ هو يمارس حياته بكل راحة وبدون مبالاة، وقد تمرين من أمامه ولا تثيرين انتباهه أو قد يتجاهلك، لذلك قومي أنت أيضاً بالمثل وتجاهليه من قائمة حياتك.