أكدت السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية على أن منظمة المرأة العربية لديها قناعة بأن وسائل الإعلام تمثل سلطة كبيرة ونافذة في عالم اليوم، و قادرة على إحداث تغييرات حقيقية في المجتمع، وتحقيق التغيير الثقافي و تغيير الأفكار، والذي نحن أحوج ما نكون إليه في الوقت الحاضر في مواجهة ثقافة التعصب والارهاب وعدم التسامح والطائفية التي تتجسد في سلوكيات مدمرة للمجتمعات العربية على مستويات مختلفة.
وأضافت أن المنظمة عقدت أكثر من منتدى بالتعاون مع قطاع الاعلام والاتصال بجامعة الدول العربية لمناقشة دور الإعلام في دعم نضال المرأة العربية من أجل بناء المجتمع وحماية الأمن القومي، كما أن هذا الموضوع كان بندأ رئيسيا على جدول أعمال كثير من المؤتمرات التي عقدتها المنظمة وأحدثها مؤتمري “قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل” ، و”دور النساء في الدول العربية ومسارات الاصلاح والتغيير” ، كما كان للمنظمة السبق في صياغة “الاستراتيجية الاعلامية للمرأة العربية2009-2015” التي وُضعت برعاية كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة ، وتبنت المنظمة في إطارها عقد دورات تدريبية متقدمة للاعلاميات العربيات لتدريبهن على كيفية إدماج منظور الجندر في عملهن.
ومؤخرًا عقدت المنظمة دورة تدريبية في موضوع الأمن القومي والاعلام بالشراكة مع أكاديمية ناصر العسكرية العليا .
وأكدت السفيرة تلاوي على أن الإذاعة المسموعة ستظل من أكثر الوسائل الاعلامية فعالية لأنها الأكثر قدرة على الوصول لكافة الشرائح المجتمعية، فهي تجمع أبناء الطبقات العليا والوسطى الذين تصاحبهم الاذاعة دائما في سياراتهم، وأبناء الريف والمناطق الفقيرة الذين لا يصلون بسهولة إلى الانترنت والذي أصبح الوسيلة الاعلامية الأكثر ثورية في الوقت الراهن, وانطلاقا من الخبرة المصرية ، كانت الإذاعة ولا زالت وسيلة لعدد من الحملات التوعوية المهمة والمتميزة في المجال الاجتماعي والصحي وذلك تحديدا في قضايا مثل مكافحة الأمراض وتنظيم النسل ومناهضة الختان، فضلا عن الحملات الراهنة التي تستهدف مسائل مثل دعم اللحمة الوطنية، ومساندة الاصلاح، والتأكيد على دور ومكانة المرأة في المجتمع.
وختمت كلمتها - بمؤتمر الإعلام وقضايا المرأة الذى أقيم اليوم الخميس بالجامعة العربية - مشددة على ضرورة وحتمية تفعيل مواثيق الشرف الاعلامية والمراصد الاعلامية المختلفة في رصد الممارسات الاعلامية السلبية. ومن منطلق اهتمامنا بقضية المرأة على وجه الخصوص، تتزايد أهمية الرقابة على المحتوى الإعلامي الذي لا يزال في أحيان كثيرة يقدم المرأة بصورة سلبية أو يسمح بخطاب معادي أو ساخر من المرأة ومن دورها الاجتماعي.
هذا فضلا عن الخطاب الاعلامي الداعم للتعصب والتطرف أو ذلك الذي يحض على الفرقة ويهدم التضامن المجتمعي.