يشمل أسبوع الموضة في باريس أشياء كثيرة، وفي نهاية الأسبوع وبفضل عرض دار أزياء سيلين ذهبت الممرات الخلفية إلى رد فعل عنيف ضد النظام الأبوي، لكن في نهاية الأمر دائما كل ذلك يتعلق بخزائن ملابسنا.
ثورة دار أزياء سيلين
عروض منصة باريس لها تأثير على ما أرتديه وما ترتديه أنت، هذا هو الغرض، هذا هو حرفيا ما يجعلها الموضة، خلاف ذلك فهي مجرد ملابس، ويعد نهاية أسبوع الموضة في باريس، المحطة الأخيرة في شهر أسبوع الموضة، وهو ما يعني أن الوقت حان للتركيز على المحتوى، ويجب أن نبدأ مع دار أزياء سيلين لأن ذلك كان العرض الذي تحدث عنه الجميع، لقد كان من المثير للاهتمام أن جمهورا من النساء اللاتي ربما قبل عقد من الزمن رفضن أي تصميم جديد للمصمم الفرنسي هيدي سليماني، صفّقن للرجل البالغ من العمر 50 عاما، إذ ظهرت تصاميمه ذات اللمسة الذكورية بشكل أنيق، على عارضة أزياء تبلغ من العمر 18 عاما، ومع ذلك فإن المقاومة من بعض النواحي، غير مجدية، لأن النساء جميعا سيبدأن في اقتناء ملابس سيلين الجديدة، إذ إن أفكار سليماني جديدة كليا، وهي بداية للابتعاد عن مدرسة التنورة الطويلة، وهكذا أيضا ظهرات "بيلنجيكا"، فكانت عروضها واحدة من الأفضل هذا الأسبوع، فقد كانت ديمينا جاسكاليا في بيلنجيكا جزءا رئيسيا من ارتداء السيدات للفسايتين الطويلة الواسعة، في العام الماضي.
الفساتين المخملية من بيلنجيكا
وصنعت بيلنجيكا في هذا الموسم، المعاطف والفساتين المخملية الفضفاضة، وأيضا البناطيل والمعاطف المربوطة والقمصان مع البناطيل التي حين تتشابك مع بعضها تبدو بمظهر البدلة.
وجمّع المخرج الثاني في دار أزياء جيفنشي القميص الكاكي مع الكتافات والأكمام الواسعة ذات أكمام السوار مع البنطال المرتفع ذي اللون الأزرق المرصع، وأحذية الكعب العالي، ويبدو هذا شيئا متوقعا حيث التوازن المثالي بين الاتزان والطاقة.
وتقول كلير وايت، مصممة فستان زفاف ميغان ماركل، إنها تعرض هذه المجموعة لتكون موسوعة الموسم الجديد، وكانت سبب إلهامها هو الكاتبة والمصورة السويسرية أنيماري شوارزينباخ التي كانت تعاني من الازدواجية الجنسية، إن أناقة كلير وايت دائما ما تكون ناعمة وأنيقة ورومانسية إلى حد ما، مما يجعلها رائعة في تفسير الملابس النسائية الرجالية بطريقة تستطيع النساء البالغات ارتداءها، كما قدم كارل لاغرفيلد قميصا وسروالا أيضا، وهو قميص قصير الأكمام لعلامة شانيل، ذو رقبة مدببة متينة، وبمشاهدة سارة أليكساندر ماكوين الرائعة تشعر أكثر فأكثر بأن الملابس حقيقية وحية، لكن السرد الذي كتبته ماريا جرازيا تشيوري في كريستيان ديور يعود إلى عروضه في التسعينات، ينطبق على هذا العرض، وهذا ما تسمونه البصيرة، لكن نسخة ماكوين أكثر ليونة، وأقل قوة، ولطالما كانت العلامة تحمل خياطا مدهشا، وكانت هذه المجموعة تحتوي على إصدارات من بدلات البناطيل التي كانت تمثّل اتجاها رئيسيا في الصف الأمامي هذا الموسم.
السراويل واسعة الأرجل
السراويل واسعة الأرجل من بين أساسيات العروض في باريس، حيث في عرض شانيل على الشاطئ، كانت عارضة الأزياء ترتدي الجينز واسع الساق على ملابس السباحة أحادية اللون غير متماثلة، فعلتها ستيلا مكارتني، وكذلك بيلنجيكا، في سهرة مسائية خضراء مرتدية بنطلون أسود مخصر.
وظهرت المعاطف في كل مكان على المنصات، إن طريقة ارتدائها في هذه الأيام غير رسمية وفضفاضة، مثلها مثل سترة صوفية، بدلا من ربطها بإحكام حول الخصر، وتستمر المصممة الجديدة ناتاشا رامزي ليفي، في الحفاظ على تراث كلوي لكونها العلامة التي تُظهر ما سترتديه النساء الفرنسيات، وسيكون من دواعي سرورنا أن نسمع أن باريان بارد، في كلوي، لا يزال يصمم التنورات الميدي، لأننا في الغالب نبتعد عن الوسط المغلف وغير المتناظر باتجاه التنورة الضيقة الممدودة، ونشاهد أيضا هيرمس، حيث ظهرت التنورة الضيقة مع الحذاء المسطح.
أنواع مختلفة من الأحذية
ارتدت غالبية الجمهور في معظم العروض النهارية هذا الموسم الأحذية الرياضية، وهو نوع من التطور، وقبل عقد من الزمان كان الكعب العالي هو الأممر السائد، إذ ترتديه من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساءً.
وتستمر عروض الأزياء في إظهار طريق الموضة حيث الأحذية المسطحة هي الاتجاه السائد في فالنتينو، وكذلك الحذاء صاحب الرقبة الضيقة والعميقة، وهذا مناسب للمساء، هذه هي أهم إطلالات الموضة من باريس، لأن هذه هي النقاط التي يلامس فيها أسبوع الموضة الحياة الحقيقية، انتهى شهر الموضة بعد كل شيء، وحان الوقت للحصول على هذه الملابس في الحقيقة.