ذكرت المديرة الفنية لدار "ديور" العريقة مصمّمة الأزياء الإيطالية ماريا غراتسيا تشيوري، عبر الهاتف من إحدى مكاتبها في شارع فرانسوا في باريس، أن "الشئ المضحك هو أنني لم اكتشف حقًا الحركة النسوية حتى وصلت إلى عمرالـ 48 عامًا، قبل 5 سنوات، وذلك بفضل ابنتي راكيل، وليس لأن تشيوري واحدة من الزوجات المستسلمات".
وأوضحت: "لقد ولدت في الوقت الذهبي في إيطاليا، كنت ترعرعت على التفكير بأن المرأة يمكن أن تفعل أي شيء تريده، وكان ذلك قبل إدارة رئيس وزراء ايطاليا الاسبق سيلفيو برلسكوني والذي كان نقطة تحول، فكان هبوطًا للمرأة الإيطالية بمجرد وصوله إلى السلطة". وأضافت : "بصراحة، أنا سعيدة جدًا لأن ابنتي تعيش في لندن. وأتمنى لو لم يكن ابني يعيش في إيطاليا الآن ".
وعبرت مجلة غراتسيا الإيطالية المهتمة بأمور المرأة، عن صحوتها في وقت متأخر من خلال كتاب قصير للكاتبة النيجيرية شيماماندا نغوزي أديشي بعنوان "We Should All be Feminists"، وهو العنوان الذي قامت تشيوري بزخرفته على مجموعة من القمصان في أول عرض لها في علامة ديور، بعد حصولها على منصب المدير الفني لدار الأزياء الشهيرة في أواخر عام 2016.
وقالت تشيوري: "كل السنوات التي عملت بها في دار فندي للأزياء، لم يحدث لي أن أكون صاخبة. كانت هذه الشركة مدهشة بالنسبة لي- وتدار بالكامل من قبل الأخوات فيندي الخمس. لا يبدو أن هناك حاجة إلى الصراخ بشأن حقوق المرأة. أعتقد أنني قد حصلت على الرضا التام هناك، مثل الكثير من جيلي".
ومع تغير رؤساء العالم وانتخاب ترامب، ومسيرات النساء ضده، وأهوال وينشتاين المتلاحقة والتضامن الشقيق المصاحب لحملة #metoo الذي تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي عن تعرض النساء للتحرش والعنف، أصبحت تشيوري مشاركة أكثر وضوحًا بشأن حقوق المرأة. في أيلول / سبتمبر 2017، وفي مقال مستوحى من الناقد الفني ليندا نوكلين لعام 1971، "لماذا لا توجد نساء عظيمات من الفنانين؟"، تحدث تشيوري مرة أخرى عن الأمر، من خلال الأسئلة التي وضعتها على أكثر القمصان شراء.
وأشارت المديرة الفنية لديور، إلى أن "النساء في كثير من الأحيان أسوأ أعداء لأنفسهم في هذا الصدد" وأضافت: "أننا مستعدون جدًا للتفكير في أن أهم شئ هو إرضاء الآخرين على حساب تفكيرنا ". إن أفكار غراتسيا تشيوري، أدت إلى تحسين مبيعات ديور وإرضاء بعض النقاد. خلال 15 شهرًا التي تلت وصولها إلى المنصب، ارتفعت مبيعات إكسسوارات ديور النسوية والأنثوية من قبعات جيفارا، وحقائب باندولير التي تبدو وكأنها نوع من الثورة الرائعة التي يمكنها المدافعة بها عن جسدها، بالاضافة إلى الفخامة الناعمة.
وتوضح تشيوري: "بصراحة، لم يكن ذلك بهدف كسب المال، إنّ الحصول على موافقة توليدانو (الرئيس التنفيذي لشركة ديور) على القيام بعمل تي شيرت لم يكن سهلا ". وقد وقعت ديور على الميثاق الذي يعمل على الحماية ضد استخدام عارضات الأزياء القاصرات أو ناقصي الوزن. وفيما يتعلق بجميع ادعاءات سوء السلوك الجنسي بين قائمة متزايدة من المصورين، أصرت على العمل بشكل رئيسي مع المصورات من النساء منذ وصولها إلى ديور.
يُذكر أن ديور عينت ماريا غراتسيا تشيوري لتصبح أول مديرة لقسم التصميم بالشركة عام 2016، حيث أن المنصب الذي بات عمره 70 عامًا لم تشغله امرأة يومًا لتكون ماريا الأولى. وغادر دار ديور المصمم البلجيكي راف سيمونز على نحو غير متوقع في أكتوبر/تشرين الأول وكانت تبحث الدار عن مدير فني جديد.