يكشف المصور باولو روفرسي، وهو يشير إلى مئات الصور التي قدمها لدار أزياء "ديور" الشهير على مدى الأعوام الـ30 الماضية: أن "الجمال هو شيء غامض بالنسبة لي"، مضيفًا: "كيف يمكنك فهم شيئًا مثل الأناقة أو الجمال، هل لها تقييم خاص؟، أنا أفضل ألا أعرف، أنا أحب هذا الغموض، أريد أن أضيع فيه طوال حياتي".
وقبل عامين، روفيرسي، الذي جذب أنظار المهتمين بعالم الموضة بمجموعة مذهلة من الصور منذ فترة طويلة، تم دعوته للتعاون مع "ديور" في إصدار كتاب احتفالها بمرور 70 عامًا على نشأتها، وكان المصور الذي شارك مع دار الأزياء في الاحتفال، قد بدأ لأول مرة في عام 1980 للعمل مع ديور، عندما تم تعيينه لحملة تجميل، ولكن علاقته مع الدار بدأت بشكل جدي عندما أصبح صديقه جون جاليانو مخرج في ديور عام 1996.
ومنذ ذلك الحين، قام المصور الإيطالي، الذي جاء إلى باريس في عام 1972، بتصوير أزياء ديور بشكل مستمر تقريبًا، وغالبًا ما كانت تعقد جلسات تصويره في الاستديو الخاص به الذي اشتراه قبل 30 عامًا بالقرب من بارك مونتسوريس، مع الأرضيات الخشبية والخلفيات القماشية، كما يقول إنه يشبه "مسرح صغير مع قاعة فارغة"
ويتكون كتاب ديور من جزئين، الأول هو صور للأزياء التي صممها الفنيين الذين تزامنت فترة مناصبهم في ديور مع بدء عمل روبيرسي أمثال جيانفرانكو فيريه، جون غاليانو، راف سيمونز وماريا غراتسيا شيوري. والثاني هو سلسلة من الصور التي التقطت خصيصًا للكتاب،من تصميم إيف سان لوران ومارك بوهان.
وعندما وصلت هذه القطع الأصلية المبكرة إلى استوديو روفيرسي، مغلفة بعناية قال مصور ديور: "لقد كنت منبهرًا" فقد شملت هذه القطع بدلة بار الشهيرة الآن، والتي طورتها ديور بنظرة جديدة بعد أن ظهرت في عام 1947، ما يعد من أبرز التطورات التي جاءت بها ديور في العصر الحالي، ومع كاميرا بولارويد كبيرة الحجم، يقول إنه يحب الاستماع إلى الموسيقى أثناء تصويره ما يجعله في مزاج جيد للعمل بابتكار.
ونشأ روفرسي في رافينا، حيث كانت المتاحف والكنائس دائمًا قريبة جدًا منه؛ كل تلك التقاليد الفنية أثرت على رؤيته للأشياء، ويقول: "لدي حنين رهيب لمنزلي ما يجعلني أحب الحوار مع الماضي"، والفضول المستمر هو سلاحه السري، يوضح: "أنا أصور لمدة 24 ساعة في اليوم"، "كل شيء يمكن أن يكون محفزًا. الصورة هي مزيج فريد من مزاجي في الصباح، وهي جزء من فيلم تراه في الليلة السابقة، مع كل ذلك، يجب أن تكون محظوظًا أن تجد صورة جيدة للحصول عليها. "