اعتبرت مصمّمة الأزياء الأردنية، أسماء بني عيسى، أنّ المرأة العربية تتميّز بالعباءات عن غيرها، مشيرة إلى أن العديد من المصممين العالميين أخذوا خطوطًا عديدة في موضة العباءات، مشيرة إلى أنّ المرأة العربية تتميّز بلبسها عن غيرها بالعباءة التي تأخذ أشكالا متعددة، والتي أصبحت في الوقت الحالي مناسبة إلى جميع المناسبات، فكل مناسبة لها تصميمها الخاص.
وتعتبر بني عيسى أن الإبداع ليس له حدود، كاشفة عن بدايتها في عالم تصميم الأزياء، مشيرة إلى أنّها كانت متفوّقة في مدرستها الحكومية التي كانت من أول 10 مدارس على المملكة الأردنية في تميزها حيث خلقت الإبداع لدى طالباتها، وأكملت بني عيس تعليمها الأكاديمي الجامعي بحصولها على بكالوريوس الأدب الفرنسي وكانت من أوائل الطلبة على مستوى المملكة في الثانوية العامة، وعملت بني عيسى، الأم لولدين وبنتين، بعد تخرجها في المشروع الإيطالي الأردني المسؤول عن قطاع الألبسة في الأردن بعد أن التحقت بعدد من الدورات التدريبية المتميزة في الألبسة إضافة إلى حصولها على البكالوريوس من معهد البلومودا الإيطالي وأصبحت خبيرة في مجال التصميم، وكانت تعشق الأشغال اليدوية المختلفة فقامت بعمل معرض عام "2004" لأشغالها المختلفة المطرزة وعلى هامش المعرض صمّمت ثوبين مختلفين بألوانهم وتصميمهم، وما أثار دهشتها أن الإقبال على الثوبين كان منقطع النظير وهنا أدركت أن الطلب على الأثواب الغريبة المطرّزة أي الأثواب التقليدية التي يدخل فيها الحداثة هي مطلب لكثير من السيدات فاتجهت منذ ذلك الوقت إلى تصميم الأثواب المختلفة .
وأوضحت أسماء بني عيسى، في مقابلة خاصّة مع "لايف ستايل"، أنها وجدت تشجيعًا من الآخرين الذين أعجبتهم فكرت الأثواب المطرزة بالألوان المختلفة، مشيرة إلى أن الأثواب المتعارف عليها قديما هي الأسود، وأصبحت السيدات يستعملن الأثواب مثل الفساتين للسهرات وفي البيت وللمناسبات المختلفة .
وبدأت بني عيسى العمل في تصميم الأزياء بشكل متفرغ منذ عام 2010، ولديها مشغلها ومعرضها الخاص، موضحة أنها تحتاج إلى بعض السيدات للقيام ببعض التطريز وإضافة الإكسسوار فهي تستعين بحوالي 260 سيدة في منازلهن حيث يقمن بالتطريز ووضع الإكسسوار وإرسال القطعة إلى المعرض، كما يوجد في المعرض العديد من الفتيات لمساعدة السيدات في اختيار ما يناسبهن بإشراف مباشر منها.
بني عيسى إلى أن كثير من المصممين هواة وليسوا على دراية كاملة بتصميم الأزياء موضحة أن تصميم الأزياء له عالمه وله ناسه المختصين لينتجوا قطعا متميّزة، ومطالبة بجهات رقابية في الأردن لضبط عملية تصميم الأزياء، مضيفة أنّها تقدّم خدماتها إلى السيدات بمراحلهن العمرية المختلفة فهناك الصبايا في الجامعات اللواتي يخترن العباءات أو الأثواب لتخرجهن أو مناقشة مشارعيهن إضافة إلى الأثواب التي أصبحت تستعمل في الجاهات والخطبة، وهناك السيدات المتزوجات حديثا اللواتي يرغبن بالحفاظ على أناقتهن فيستعملن الأثواب لمناسباتهن المختلفة وهناك الأمهات اللواتي يرغبن باختيار ملابس لأعراس أبنائهن أو بناتهن "ام عريس وأم عروس".
وبشأن انتشار الأثواب المطرزة والعباءات بشكل كبير في الفترة الحالية، بيّنت بني عيسى، أنّ الانفتاح الثقافي وانتشار شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وغزو الفضائيات جعل السيدات يبذلن مجهود اكبر للاهتمام بمظهرهن مشددة على أن على السيدة التي تختار القطعة لارتدائها يجب أن تتناسب مع المناسبة والمكان ودرجة القرابة ونوعية المناسبة، وتتميز تصاميم بني عيسى بالورود المنقوشة بأشكال وأنواع مختلفة على الثياب لأنها تعشق الورود بكل أشكالها وتفضل الألوان الكريمية والأزرق والفاتحة، ومن بين المشاهير الذين ارتدوا تصميماتها، الأميرة هيا بنت الحسين والعديد من الوجوه الإعلامية البارزة، وترفض بني عيسى التقليد الأعمى للسيدات الغربيات، موضحة أن المرأة العربية لها ستايل مختلف في اختيار ما يناسبها ويميّزها