ارتدت الفتاة الأردنية، سوسن مكحل، ثوب جدّتها بدلًا من الفستان الأبيض لتكون متميزة بتاريخها وتاريخ أجدادها، حيث اختارت ذلك الثوب المطرز بيد الجدة بخيوط مع حبات العرق وتجاعيد الزمن لتنسج الخيط تلو الآخر بثوب ارتدته في مناسبات خاصة ومهمة بالنسبة لها، ومكحل التي أبكت الجدات والعمات والخالات بعرسها ولم تكن تعلم أن دموعهن تعبر عن فرح لم يدخل إلى قلبهن منذ زمن عند رؤيتها بهذا الثوب الذي يعود إلى بلدتها الأصلية "قاقون" طولكرم في فلسطين دون أية إضافات .
وبيّنت مكحل، أنّ الجدات والعمات بدأن باحتضانها والرقص معها على الأغنيات التراثية حتى أن إحداهن همست بإذنها "أنت أجمل عروس رأيتها ترتدي أجمل ثوب عرس منذ سنوات طويلة"، وأوضحت في مقابلة خاصّة مع "لايف ستايل" أنّها "أحببت أن أتميّز بيوم عرسي فاخترت ثوب جدتي كنوع من المحافظة على تراث أجدادي بمعناه الصحيح"، لافتة إلى أنها لجأت إلى جمعية الحنونة الشعبية للثقافة والفنون التي أضافت بعض الخيوط الملونة الجميلة .
ولم تخفي مكحل أن الثوب بتطريزه الجديد له الأثر الكبير في نفسها بتميزه وتاريخه، لافتة إلى أن فساتين الأعراس الموجودة في الأسواق حاليا مشغولة ببعض التطريزات من أثواب قديمة إلا أنها مدورة بشكل يوحي بأنها "ثوب" جديد بتصميم حديث، مضيفة أنّ "زوجي حمزة التلاوي كان لديه قبول للفكرة '
وشجعني على ارتداء الثوب الأصلي لبلدي دون معارضة لكونها رغبة مشتركة بأهمية الحفاظ على أثوابنا وتراثنا من النسيان وجعلها جزء من مستقبلنا وهويتنا، كما كان لصديقتي نور كاشور دور في البحث والمعرفة وكافة التفاصيل اللازمة لإتمام عملية إنجاز الثوب بنسخته الأصل دون إضافات"، وتحيي مكحل كل فتاة تبحث وتسعى إلى الحفاظ على تاريخ لباس وأزياء أهل منطقتها وتفخر به دومًا.