ظهرت منذ فترة فكرة خلْق مواسم جديدة للدراما غير الموسم الرمضاني الذي اعتدنا عليه طويلا، وقد بدأ الموضوع بعد النجاح منقطع النظير لعدد من المسلسلات التركية والهندية التي تم عرضها خارج موسم الشهر الكريم، وهنا انتبه صُنّاع الدراما المصرية إلى وجود نسبة مشاهدة مرتفعة غير الموسم الرمضاني الذي أدى الازدحام الشديد فيه إلى ظُلم لكثير من الأعمال وعزوف المشاهدين عنها وتحوُّلهم لرؤية برامج المقالب.
ويرصد "لايف ستايل" أسباب هذه الظاهرة ومدى فائدتها للدراما المصرية بشكل عام، وفي البداية، تحدث الناقد الفني طارق الشناوي، قائلا إن تشجُّع عدد كبير من المنتجين على الخروج من قبضة شهر رمضان من خلال خلْق مواسم جديدة على مدار العام بعيدا عن تكدُّس الأعمال الدرامية في الشهر الكريم الذي عرّض كثير من الأعمال إلى الظلم ظاهرة جيّدة للغاية، وبالفعل حققت هذه الأعمال تواجدا ملموسا مع الجمهور ونجاحا كبيرا للغاية، مثل مسلسل "الكبريت الأحمر" الذي يتم عرضه الآن على الشاشات، فهو خارج الموسم الرمضاني وحقّق مشاهدة جيدة، فهو من بطولة الفنان أحمد السعدني، داليا مصطفى، ريهام حجاج، سحر رامي، هاني عادل، عبد العزيز مخيون، سميرة مقرون، ابتهال الصريطي، رباب ممتاز، تأليف عصام الشماع، وإخراج خيري بشارة، وسيف يوسف، ويُناقش المسلسل قضية الدجل والشعوذة، حيث يحاول الفنان عبد العزيز مخيون الذي يقوم بدور "شمس" الرجل الدجال، بإقناع الشباب والنصب عليهم، وينجح في التأثير على بعضهم، في إطار من التشويق والإثارة. وأيضا في العام الماضي، حقّق مسلسل "ساحرة الجنوب" للفنانة حورية فرغلي، بجزئيه مشاهدة جيدة، لافتا أن المعيار الأساسي لنجاح أي مسلسل هي القصة والحبكة الدرامية له.
وفي السياق ذاته، أوضح الناقد الفني نادر عدلي، أن وجود مواسم درامية بديلة لشهر رمضان سيضاعف من حجم إنتاج المسلسلات المصرية، وسيجعل الجميع في حالة تنافس شريف طوال العام على تقديم أعمال مميّزة تجذب المشاهد، فمثلا يأتي مسلسل "الأب الروحي" على قائمة هذه الأعمال الدرامية، حيث إنه من المقرر أن يُعرض على عدة أجزاء، تصل حلقات الجزء الواحد إلى 60 حلقة، ويُشارك في بطولته عدد كبير من كبار النجوم، أبرزهم: الفنانة سوسن بدر، والفنان محمود حميدة، وريم البارودي، وأحمد فلوكس، وعايدة رياض، ومي سليم، وإيهاب فهمي، وصلاح عبد الله، وسيمون، وأحمد حلاوة، وهو من تأليف هاني سرحان، وإخراج بيتر ميمي، وإنتاج كل من ريمون مقار ومحمد محمود عبد العزيز.
وأيضا مسلسل "السبع بنات" الذي سيتم عرضه مع بداية العام الجديد، حيث يستأنف المخرج محمد النقلي، خلال الفترة الحالية، تصوير المشاهد المتبقية من المسلسل، بعد تعرُّضه للتوقف الإجباري، أكثر من مرة؛ بسبب الأزمات الإنتاجية المتكررة، وحادث السير الذي تعرّضت له الفنانة علا غانم، وتدور أحداث المسلسل في إطار اجتماعي، حول عائلة مصرية متوسطة الحال، مكونة من 7 أخوات لسن أشقاء، تسلك كل منهن طريقًا بعد وفاة والدهن، والذي يجسّد دوره الفنان أحمد فؤاد سليم، ولكنهن يتأكدن في النهاية أن الأب هو الوحيد القادر على تجميع كل أفراد عائلته، فيبدأن في تنفيذ كل النصائح التي كان يقدمها لهن قبل وفاته، فتتغير حياتهن للأفضل. والمسلسل بطولة الفنانة علا غانم، وإيمان العاصي، ومريهان حسين، وريم البارودي، وفريال يوسف، ودنيا المصري، وريم مصطفى، وإيناس عز الدين، ومحمد نجاتي، وحجاج عبد العظيم، وهو من تأليف أحمد صبحي، وإخراج محمد النقلي. وتابع عدلي موضحا أن عرض بعض المسلسلات خارج رمضان يلقى نجاحاً أكثر من عرضها فيه، لأن الجمهور يكون متعطشاً للجديد دائماً، ورمضان يأتي مرة كل عام.
وأكدت الفنانة إنجي المقدم، أنها مع استحداث موسم درامي جديد بعيداً عن الموسم الرمضاني، وحصر الأعمال الدرامية في شهر واحد، مما يجعل بعض المسلسلات تتعرض للظلم وعدم متابعتها بالمشكل المطلوب، مشيرة أن المنتجين أصبحوا يقبلون على فكرة خلق مواسم جديدة للأعمال التليفزيونية، وبخاصةً هذا العام، وعلى سبيل المثال، مسلسلي "اختيار إجباري" سيتم عرضه بعيدا عن رمضان، موضحة أن العمل بطولة الفنان أحمد فهمي وخالد سليم ومي سليم وكريم فهمي وهيدي كرم وفراس سعيد و سلوى محمد على وغيرهم. وتدور أحداثه في إطار اجتماعى تشويقي من 60 حلقة، مستعرضا التأثير المفزع لتكنولوجيا التواصل الاجتماعي والإنترنت على أدق تفاصيل الحياة اجتماعيا وإنسانيا وسياسيا وحتى أخلاقيا وتربويا.
ومن حانبه، قال الفنان والكاتب عمرو محمود ياسين، إن فكرة فتح موسم جديد للدراما التلفزيونية مسألة في غاية الأهمية، خصوصاً بعدما زادت نسبة الفضائيات المتخصصة في الدراما التلفزيونية، فمثلا مسلسل "قسمتي ونصيبي" من تأليفي، وتم عرضه خارج رمضان، وحقق نجاحا كبيرا، فهو يندرج تحت نوعية المسلسلات ذات الحلقات المنفصلة، وكان بطولة الفنان هاني سلامة أمام مجموعة من البطولة النسائية منهم مي سليم، شيري عادل، نيكول سابا، ريهام حجاج، درة، وغيرهم، ويدور في إطار اجتماعي تشويقي، حيث يتناول المسلسل مجموعة من القضايا المجتمعية، وهو إخراج على إدريس في أولى تجاربه للإخراح التلفزيوني ومن إنتاج أحمد عبد العاطي. ويواصل قائلا: أنه لا يختلف على أن الموسم الدرامي الرمضاني هو الأهم طوال العام، حيث يتسارَع فيه أغلب نجوم الدراما، لأن يكون عملهم ضمن خارطته، ولكن لا يمكننا أن ننكر أيضاً اتجاه بعض القنوات التلفزيونية في الآونة الأخيرة بإنتاج وعرض مسلسلات خارج السباق الرمضاني، مما زاد من انتعاش الدراما.