تنطلق الدورة الـ53 لمهرجان قرطاج الدولي يوم 13 تموز (يوليو) المقبل بعرض يوثّق لستّة عقود من الموسيقى التونسية، بتوقيع الفنان شادي القرفي ومشاركة عدد كبير من الفنّانين التونسيين الذين يمثّلون أجيالاً مختلفة، هم محمد الجبالي ونورد الدين الباجي وعدنان الشواشي وقاسم كافي ورشيد الماجري وسلاف وأسماء بن أحمد ومنجية الصفاقسي والطفلة نور قمر، وتختتم النسخة الجديدة يوم 19 آب (أغسطس) بعرض من الهند.
تتضمّن النسخة الجديدة 27 عرضًا في المسرح الروماني في قرطاج، و12 عرضًا في متحف قرطاج وعرضًا في أكربليوم، إضافة إلى تظاهرة "صدى قرطاج" وهي النشاطات الموازية التي ستنتظم في فضاء "لاقورا" و "سينيفوغ".
عمر الجمهورية
وقد اختار المنظمون أن تكون انطلاقة المهرجان بعرض يوثق لعقود من الموسيقى التونسية وتفاعلاتها من خلال عرض "فن تونس ... ستّون سنة من الموسيقى التونسية"، وهي رحلة في الزمن تقارب "الموروث الموسيقي التونسي بنظرة معاصرة لتتجاوز هذه الموسيقى مجرد التأثيث الفولكلوري أو التاريخي، وتمتد في الزمن وتؤثث حاضرنا وواقعنا"، هكذا يقدم حاتم دربال رؤيته الإخراجية لعرض افتتاح قرطاج ويقول: "العمل استحضار لموسيقى الزمن الجميل بآليات وتقنيات معاصرة تزاوج بين الكلمة والموسيقى وعناصر الفرجة في تماهٍ مع طريقة معالجة مبدع موسيقى العرض، لتكون الإضاءة والرقص والسينوغرافيا والملابس مظاهر لمعالجة إرث الحقبة التي نشتغل عليها وتخرجها في قالب معاصر، في محاولة منا لصنع عرض فني راق تكتمل فيه عناصر الفرجة ويسافر بالمتقبّل الى مجموع عوالمه".
وكل هذا سيكون في إطار فكرة محورية مبنية على ستين سنة هي عمر الجمهورية، "جمهورية متجددة متطورة ومتواصلة، هي القارب الذي يشق طريقه نحو الغد الأفضل". وفكرة القارب "ستكون ظاهرة في أجزاء العرض وفي عناصره المختلفة خصوصًا على مستوى المشاهدة، قارب الديمومة والأمل قارب الذاكرة والمستقبل قارب الأجيال المتواصلة في كل مرحلة يمرر المشعل لمن سيحمله لتتواصل المسيرة"، كما أكّد أصحاب العمل.
وقد اختيرت الأصوات المشاركة لتميّزها في أداء الأغاني التونسيّة، وخصوصية كل صوت ورسوخه في الذاكرة الشعبية وتمثيل الأغنية التونسية للأجيال المختلف، ويطرح العرض 60 عامًا من الموسيقى التونسيّة لرمزيته مع الاحتفال بستين سنة من إعلان الجمهورية، وسيتناول خصوصيات المسارات الموسيقية والتلحينية خلال هذه الفترة وتقاطعها مع الأدب والصور الشعرية المختلفة، وبعض الفنون الحية الأخرى مثل الرقص.
الأولوية للعروض التونسية
افتتاح واختتام تونسيّان وبينهما عروض التونسية، هكذا أراد القائمون على قرطاج 2017 أن تكون الدورة 53 مناصفة بين التونسيين والعرب والأجانب، وانخفض دعم وزارة الشؤون الثقافية لقرطاج الدولي في شكل لافت، إذ لم تتجاوز هذا العام 400 ألف دينار (170 ألف دولار تقريباً) وهو ما لم يحدث منذ سنوات طويلة، ويبدو أن سبب هذا الانخفاض الكبير هو الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تونس كما أكد مختار الرصّاع، مدير الدورة الحالية الذي أكد أن ضعف الدعم ترتب عليه استبعاد عروض أجنبية مكلفة منها "نوتر دام دو باري"، وعرض آخر تركي ضخم للممثل خالد أرجدنش المعروف في تونس والعالم العربي بـ "سليمان القانوني" بطل مسلسل "حريم السلطان". وفي المقابل، يحافظ المهرجان على حزمة المعلنين الذين عقدوا اتفاقات شراكة مع الدورة الجديدة وبامتيازات، ما يجعله في مقدّم المهرجانات التونسية من حيث الموازنة مع أنه ليس الأقدم.
المهرجان كرّس نصف برمجته أو أكثر للعروض التونسية، إذ سيكون للفنانين المحليين حضور كبير من خلال عدد لا بأس به من العروض خصوصًا الموسيقية، ويسجّل المهرجان عودة صوفية صادق ومقداد السهيلي من خلال عرض خاص لكل منهما، وعرضاً لآمال المثلوثي التي تحدثت سابقًا عن إلغاء عرضها، كما تقدم عازفة الكمان العالمية ياسمين عزيز عرضًا بعنوان "مذهل"، وتغنّي أماني السويسي في عرض مشترك مع أيمن لسّيق، ويقدم المغنّي الشاب مرتضى عرضاً يحمل عنوان "صنعة اليدين" مع الملحن الطاهر القيزاني، وتشارك أسماء بن أحمد ويقدم عادل بوعلاّق عرضه "مسارات"، فضلًا عن عرض لصبري مصباح وعرض آخر لمنير الطرودي وسندة العطري، وللفن الشعبي وموسيقى الراب حضور أيضًا من خلال عرض لوليد التونسي وعرض آخر يجمع عدداً من مغنّي الراب التونسيين.
الدورة الجديدة برمجت عروضَا مسرحية ومشهدية، منها "أوبيريت المدينة" لنافع العلاني وآمال علوان، وعرض "المدحة" و "إرهابي غير ربع" لرؤوف بن يغلان، ومسرحية "دراما" لمحد كوكة مع حضور لطفي العبدلي مع عرض مسرحية "حورية" لليلى طوبال ومهدي الطرابلسي، وعرض "ديوان عجم".
أما على مستوى الحضور العربي والأجنبي، فسيتابع الجمهور عروضًا لكل من راغب علامة ونانسي عجرم وفايا يونانا ولينا شماميان وشيرين عبد الوهاب ومغني الراب الفرنسي بلاك أم ومواطنه بوبا والجزائري قادر جابوني وفنان الروك الإيطالي زوكيرو، فضلًا عن عرض "ارجنتينا تانغو" وعرض من الهند بعنوان "بهاراتي 2 في قصر الأوهام" وعرض للفرنسي ميشال بوجناح وعرض "قصيدة" للفنانة الإسبانية روزاريو فلوئيس والفنان الإيراني محمد متاميدي، إضافة إلى عرض لرباعي كارمن سوزا وآخر للسوري ناصيف زيتون وعرض مشترك لأميمة الخليل وعبدالرحمن محمد.