فرض واقع مخيف نفسه على المناسبات الفنية العامة في لبنان بعد أن تفشّت ظاهرة المهرجانات في فصل الصيف بمشاركة كبار الفنانين العرب و العالميين و وأحيانًا اللبنانين في مواجهة الحفلات داخل المطاعم و الفنادق و المنتجعات السياحية , حيث بدى الأمر أشبه بـ " تسونامي " خطير ضرب القطاع الخاص بالاحتفالات داخل الأماكن المغلقة و التي ربما تنجو من كارثة الاهتزاز في فصل الشتاء لآن لا إمكانية لإقامة مهرجان في باحة مكشوفة في أي منطقة على الأراضي اللبنانية ومن المستغرب أن غالبية العاملين في مجال تنظيم و إنتاج السهرات الفنية تراجعوا عن المغامرة في ذلك المجال و تحوّل بعضهم و هم قلة إلى صيغة المهرجانات التي ربما أرباحها تبدو أكبر وأسعار بطاقاتها غير مكلفة كثيرًا, و يمكن للمواطن اللبناني أن يتحملها في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها و تسيطر على مختلف القطاعات الحياتية على مرور دقائق الساعة .
وأصبحت السهرات المقامة في أماكن مغلقة في فصل الصيف الجاري لا تتعدى العشر سهرات مقارنة مع السنوات الماضية التي كانت تشهد مئات المناسبات بخاصة في فترة الأعياد حيث كشفت معلومات خاصة أن العاصمة بيروت مثلًا لن تقام فيها خلال المرحلة المقبلة أكثر من ست سهرات في ظل إشارة من وزارة السياحة اللبنانية إلى وصول أعداد كبيرة من المغتربين و السياح العرب و الأجانب خلال بداية الصيف و بشكل يوفق العام الماضي إلى لبنان وهي ناحية تبدو مستغربة و غير قابلة للتعديل لأن الأزمة المالية على المستوى اللبناني غير طبيعية و تزداد تفاقمًا يومًا بعد يوم و من المستحيل ان تقام سهرة تكلفتها أكثر من 100 ألف دولار مع أجور الفنانين و و لا يجني متعهدها أكثر من 20 ألفًا في حال تمكن من بيع بعض البطاقات وتسديد أجرة الصالة أو المطعم و الطعام و الإضاءة و الصوت والإعلانات و غيرها من التفاصيل التي تسبب الخسائر الفادحة في حال لم يتم حجز كامل المقاعد الخاصة بالأمسية الفنية .