أعلن ليلة الجمعة بالمسرح الوطني محمد الخامس في الرباط انطلاق الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الدولي لسينما المؤلف، وسط حضور بارز لعدد من المسؤولين ونجوم الثقافة والفن، إذ تم تكريم الممثل المصري محمود حميدة والممثلة المغربية فاطمة هراندي، المعروفة بـ«راوية».
وفاجأ المخرج المغربي حسن بنجلون الحاضرين في شهادته بشأن «راوية» بكلمات تقطر مفرداتها بالحب في حق هذه المرأة التي قال إنه كان يحبها ولا يزال يحبها، مشيراً إلى أن الجميع يحبها، وأضاف أنها ملهمته وملهمة كل مخرج ومبدع في هذا البلد.
وتابع تنويهه بموهبتها كممثلة، قائلاً إنها تخلق من دور بسيط دورا مهما، وفي كل مشاركاتها تعطي لأدائها قيمة مضافة، فهي في نظره امرأة الرنة والوتر والكلام الجميل، ولعله هنا يلمح إلى إجادتها كذلك للعزف على العود.
ولم تتمالك راوية نفسها من التأثر، بعد أن سلمها عبدالحق منطرش، رئيس المهرجان، درع التكريم، وهي تعبر من خلال «دموع الفرح» عن تفاعلها مع تلك الكلمات التي أبكتها، حين سمعتها من المخرج بنجلون الذي تعتبره صديقها، وتبادله نفس مشاعر الحب، كما تحب كل من يمارس الفن السابع، شاكرة الحاضرين على وقوفهم لحظة تتويجها، تقديرا لها.
أما الممثل المصري والوجه السينمائي المعروف، محمود حميدة، فقد حظي بتكريم خاص وسلمه عبدالكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة، درع المهرجان، اعتبارا لما له من رصيد مهم في مجال الفن السابع، تحدث عنه بتفصيل المخرج والإعلامي عمر زهران الذي استعرض في «عرس الكلمة»، على حد وصفه للمهرجان، أبرز محطاته الفنية، انطلاقا من نشأته، ووصولا إلى المكانة التي حققها كممثل كبير جدير بالتقدير، وبعد أن تسلم حميدة هدية من سعد بنمبارك، رئيس مجلس عمالة (محافظة) الرباط، وهي عبارة عن زربية من الصناعة التقليدية المغربية، ارتجل كلمة عبر فيها عن شعوره وهو يزور المغرب لمناسبة هذا التكريم.
وألقى عبدالحق منطرش، رئيس جمعية الرباط للثقافة والفنون، المنظمة للمهرجان، كلمة الافتتاح، وقال إن التحولات والتطورات المتسارعة التي تعرفها عاصمة المغرب في مختلف المجالات، تحتم على المنظمين أن يدفعوا بهذا المهرجان ليصبح واجهة سينمائية عالمية، تستقطب ألمع وأشهر النجوم، وأشار منطرش إلى أن قاعات العرض، في مختلف أنحاء الرباط، ستعرض أكثر من سبعين فيلما، من 27 بلدا من مختلف القارات، من بينها 15 فيلما طويلا برسم المشاركة في المسابقة الرسمية لجائزة الحسن الثاني.
واستنادا لكلمة رئيس المهرجان، فإن الجمهور سيطلع على تجارب سينمائية مختلفة، ستشمل أشرطة وثائقية، وأفلاما مبرمجة في فقرات «استرجاع»، وضمنها سينما العالم، وسينما لبنان، البلد المحتفى به هذا العام، و«نافذة على السينما المغربية»، وسينما «الفن والتجريب»، الخاصة بخريجي المعاهد المتخصصة، إضافة إلى ندوات علمية وموائد مستديرة، ومن الإضافات التي يتميز بها المهرجان هذا العام، عرضه لأفلام تحمل توقيعات مخرجين سينمائيين مغاربة يعيشون في الخارج، تكريسا لارتباطهم بالوطن الأب، وتمكينا للمواطنين في الداخل من متابعة إبداعاتهم.
وختم المنطرش كلمته بالتأكيد على حرص جمعية الرباط للثقافة والفنون على تنظيم المهرجان، على مدى ثلاثة وعشرين عاما بحب واستماتة، رغم الإكراهات المادية، إيمانا بدور السينما في التثقيف والترفيه وتهذيب الذوق القني، وتقريب المسافات بين الشعوب.
وانطلاقا من هذه الرؤية، جرى في حفلة الافتتاح عرض فيلم «مسألة عائلية» للمخرج الياباني الشهير «هيرو كازو كوري إدا» الحائز على السعفة الذهبية لمهرجان «كان» الفرنسي عام 2018