منذ عمله في مجال السينما استطاع النجم أحمد السقا أن يُحقّق نجاحا كبيرا لا أحد يستطيع أن ينكره، بل أصبح أحد أهم نجوم شباك التذاكر في مصر والوطن العربي، وهو ما أثبته أيضا خلال السنوات الماضية، ففي الوقت الذي شهدت السينمات ظروفا سيئة، استطاع أن يحقق أرقاما تعد قياسية مقارنة بالنجوم الآخرين.
وتشهد دار العرض حاليا منذ انطلاق موسم عيد الفطر تفوقا ساحقا لفيلم "هروب اضطراري" الذي تجاوزت إيراداته الـ40 مليون جنيه رافعا شعار أن الموسم ما زال مستمرا، ورغم النجاح السينمائي الكبير والجماهير العريضة التي تنتظر أعماله فإن السقا لم يستطع أن يحقق النجاح نفسه في الدراما بل إن أعماله التي قدمها تعدّ في مراحل النسيان بالنسبة إلى الجمهور، ولم تشأ الأقدار له حتى الآن أن يحقق المعادلة الصعبة على مستوى السينما والدراما، وفي الوقت الذي حقق فيه فيلمه الحالي نجاحا كبيرا لم يتمكن مسلسله "الحصان الأسود" الذي عرض في السباق الرمضاني الماضي أن يحقق نجاحا، ويبقى السؤال هنا: لماذا ينجح السقا سينمائيا ويفشل دراميا؟
تحليلات كثيرة حول عدم قدرة السقا على الإبداع الدرامي وتحقيق حالة الجذب مع الجمهور على مدار الـ30 حلقة وذلك بعكس السينما، بل هناك من يرى أن السقا ممثل حركة بارع لكنه ليس ممثلا تعبيريا لذلك يسهم الأمر في إبراز الفنانين المشاركين معه في أعماله، لكن يظل هو البطل الذي يتهافت عليه الجمهور ويرغب في مشاهدته سينمائيا.
وبشأن فشله الدرامي ونجاحه السينمائي، أكد الناقد طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ"لايف ستايل" أن أحمد السقا يعتبر الوجه التلفزيوني هو هامش الربح لديه كأنه يضع وديعة في أحد البنوك ويحصل في المقابل على أرباحها فقط دون أن يبذل مجهودا وتعبا، موضحا أن الوديعة البنكية هي نجوميته في السينما ويذهب بها إلي التلفزيون وهو ما يعد أمرا خطأ.
وتابع الشناوي أن السقا في السنوات الأخيرة استطاع أن يحقق أرقاما جيدة ما عدا "من 30 سنة" والذي أعتبره اختيارا غير ناجح بعكس "الجزيرة" و"هروب اضطراري"، مشيرا إلى أن السقا لديه ميزة في أنه يسعى لمشاركة النجوم الموجودة معه على الأفيش وليس أن يكون بمفرده، مؤكدا أن المسألة في العمل الفني ليست بوجود أكثر من نجم في عمل واحد لكن لا بد من وجود ضرورة لوجودهم، موضحا أن السقا يُجيد الاختيار في السينما لكنه في الدراما لا يعطي للتلفزيون حقه بل إنه مشروع أرباح ليس أكثر ويحتاج إلى الدقة والاختيار بشكل أكبر.
وأكد الناقد نادر عدلي أن السقا بالفعل ناجح سينمائيا ويستغل ذلك في الوجود التلفزيوني، وهو الأمر الذي يفعله كل النجوم المصريين، موضحا أن السقا ممثل حركة مميز لكنه ليس من الممثلين الأقوياء في التعبيرات، لكن هذا النوع من الفنانين مطلوبون على مستوة العالم مثل فان ديزل، وهناك الكثير من الجمهور الذي يرغب في مشاهدة النوعية التي يقدمونها من الأعمال البوليسية وتصبح حالة التنفيس لدى المتفرج عالية وهو ما يستطيع السقا تحقيقه للجمهور، وفي نفس الوقت يحاول أن يعطي للدراما نفس الشكل البوليسي المدمج بإطار اجتماعي لكنه لن يستطيع أن يلعب دور الأكشن طوال الحلقات، والأزمة أن مؤلفين الدراما للسقا أضعف بكثير من مؤلفي السينما وهو ما يجعله غير ناجح لأن الدراما تعتمد على الكتابة بعكس السينما التي تعتمد بشكل كبير على المخرج ومهارته في جذب الجمهور طوال الأحداث، كما أن الإعلان الخاص بفيلمه الأخير كان مفيدا وأعطى صورة مبهرة للمتفرج على أنه سيشاهد أكشن طوال الوقت.
وأكد نادر عدلي أن سبب عدم نجاح السقا في "الحصان الأسود" أنه خالف شرط الدراما الذي بدأ به على أنه رجل يأخذ حقوق الناس لكن بعد ذلك غير مساره ووجدناه يدخل في غيبوبة وهو ما جعل المشاهد غير مغرم بالأحداث، مشيرا إلى أن سر نجاح السقا في السينما لأنه يحرص في أفلامه على أن يكون إنتاجها مميزا حتى وإن كانت على حساب أجره وبالتالي قادر على وضع نفسه في صيغة يحبها الجمهور.
وأضاف ليس شرطا أن يصبح السقا ممثلا لديه قدرة على التمثيل لكن لا نستطيع أن ننكر أن لديه قدرة على الجذب وهناك أمثال كثيرة مثل شكري سرحان وحسين فهمي، ومن الصعب أن نخلط الأوراق بين موهبة الممثل ونجوميته.