نستقبل عامًا جديدًا بعد ساعات قليلة ونودّع عامًا مضى بكل نجاحاته وسقطاته، ولم يكن عام 2016 بالعام السيىء على السينما المصرية مع وجود تجارب فنية أثبتت نجاحها ولعل البطولات الجماعية وسيطرتها على غالبية الأفلام حققت نجاحًا كبيرًا بخاصة بين الشباب الذين واجهوا جيل الكبار وسحبوا البساط منهم.
من أبرز الأفلام التي تنتمي لهذه النوعية فيلم "هيبتا.. المحاضرة الأخيرة" المأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم وأخرجه هادي الباجوري وقام ببطولته ياسمين رئيس وعمرو يوسف وجميلة عوض وأحمد مالك وماجد الكدواني حيث حقق إيرادات كبيرة وكان معظم جمهوره من جيل الشباب، وهناك فيلم "اشتباك" لنيلي كريم وهاني عادل وطارق عبدالعزيز وإخراج محمد دياب حيث استطاع هذا الفيلم أن يحرك المياه الراكدة بخاصة بعدما مثّل مصر في مهرجان "كان" وحصد إعجاب سينمائين ونجوم عالميين بسبب موضعه الذي تناوله حيث دارت أحداثه بالكامل في عربة ترحيلات.
ويعتبر فيلم "جحيم في الهند" من أكثر الأفلام التي حصدت نجاحًا جماهيريًا رغم بساطة موضوعه وقام ببطولته محمد إمام وياسمين صبري وبيومي فؤاد ونجوم مسرح مصر، وهناك فيلم "من 30 سنة" الذي جمع منى ذكي وشريف منير ونور ومرفت أمين وصلاح عبدالله وتأليف أيمن بهجت قمر وإخراج عمرو عرفة وينتمي لنفس النوعية فيلم "كدبة كل يوم".
وفيلم "كدبة كل يوم" بطولة عمرو يوسف ومحمد ممدوح ودينا الشربيني ودرة وفاروق الفيشاوي وشيرين رضا وبيومي فؤاد وتأليف شريف الألفي وإخراج خالد الحلفاوي ويناقش هذا الفيلم بعض المشاكل الزوجية بإطار كوميدي، وهذا الفيلم لم يحقق النجاح الكبير ونفس الأمر لفيلم "الباب يفوّت أمل" بطولة درة وشريف سلامة ونفس الشيء لفيلم "أوشن 14" الذي جمع نجوم مسرح مصر فلم يستطيعوا تحقيق نفس نجاحهم على المسرح.
ومن الأفلام التي حاولت إعادة الدويتو الفني فيلم "حسن وبقلظ " الذي قام ببطولته كل من علي ربيع وكريم فهمي وكان موضوعه جديد بالنسبة لنوعية الموضوعات المتناولة وهو قضية التوأم الملتصق الذي عالجها بشكل كوميدي، ومن الأشياء الملفتة سينمائيا هو انفصال الثلاثي هشام ماجد وأحمد فهمي وشيكو حيث قدّم فهمى فيلمًا منفصلًا وهو "كلب بلدي"، وكوّن خلاله ثنائيّا مع أكرم حسني، وفي المقابل قدّم شيكو وهشام ماجد فيلم "حملة فريزر"، وكلا الفيلمان لم يحققا نجاح أفلامهم السابقة.
وعلى صعيد نجوم الكوميديا من جيل الوسط فشهدت أفلامهم فشلًا جماهيريًا ويأتي على رأسهم الفنان محمد سعد الذي قدّم فيلم "تحت الترابيزة " مع منة فضالي ونرمين الفقي وحاول من خلاله تعويض عدم نجاح تجربة "وش السعد" لكنه فشل وتعرّض إلى حملة هجومية بسببه، وأيضا نفس الأمر بالنسبة لرامز جلال الذي كرّر نفسه في فيلم "كنغر حبنا" الذي مرّ مرور الكرام، وأيضا لم يحقّق فيلم "عسل أبيض" لسامح حسين أي نجاح وتم رفعه من السينمات مبكرا، وتعتبر تجربة نجم الكوميديا أحمد حلمي في فيلم "لف ودوران" الذي قدمه مع دنيا سمير غانم وصابرين هو الاستثناء هذا العام حيث حقّق نجاحًا كبيرًا على مستوى الشباك ووصلت إيراداته إلى40 مليون جنيه وتأتي ياسمين عبدالعزيز في المرتبة الثانية بفليمها "أبوشنب ". ومن الأفلام التي ختمت المشوار السينمائي للمخرج الكبير محمد خان فيلم "قبل زحمة الصيف " الذي قامت ببطولته هنا شيحة واحمد داود وماجد الكدواني
وعلى مستوى البطولات النسائية هناك عدة تجارب حققت مشاركة دولية في المهرجانات على رأسها فيلم "نوارة" لمنة شلبي و"الماء والخضرة والوجه الحسن" لليلى علوي و"يوم للستات" لإلهام شاهين و"حرام الجسد" لناهد السباعي وفي المقابل فشلت غادة عبدالرازق أن تعود لشباك التذاكر في آخر أفلامها وهو "اللي اختشوا ماتوا" الذي قدمته مع عبير صبري.
وعدد من النقاد أعتبروا عام 2016 عامًا جيدًا للسينما المصرية وفقا لبعض التجارب السينمائية التي قُدمت وإن كانت قليلة مقارنة بالـ40 فيلمًا الذين قُدموا على مدار العام، حيث أكدت الناقدة خيرية البشلاوي أن عودة الرواية إلى شاشة السينما أثرت الأفلام وبررت سر نجاح هذه النوعية من الافلام هو إعجاب الشباب بالرواية والتي تدفعهم لدخول الفيلم وأعطت مثل بفيلم "هيبتا _المحاضرة الأخيرة " وعلى جانب أخر الرواية ترفع من مستوى الأفلام وتقلل الألفاظ الخارجة والإسفاف الذي شهدناه في السنوات الأخيرة.
وعن أفضل الأعمال التي قُدمت في2016 قالت : أفضل الأفلام بالنسبه لي هي "هيبتا" و"يوم للستات" وأفضل تمثيل ماجد الكدواني وأحمد السقا وشريف منير وأحمد داوود ومحمود حميدة وأحمد حلمي الذي اعتبرته من أرقى من يقدم كوميديا في مصر، بالإضافة إلى اختيارها ناهد السباعي ومنة شلبي كافضل ممثلات.
ويتفق الناقد طارق الشناوي معها حول أفضل الأعمال وأضاف أن فكرة البطل الأوحد أثبتت عدم نجاحها بخاصة أن معظم من يقدموها يكرروا نفسهم والدليل محمد سعد ومحمد رجب ورامز جلال ، واختار الشناوي أفلام "هيبتا ونوارة واشتباك " كأفضل أعمال وماجد الكدواني كافضل ممثل ومحمد دياب أفضل مخرج. من جانبها بررت الناقدة ماجدة موريس تراجع أفلام السبكى التي تعتمد على خلطة شعبية بدخول شركات أخرى في الإنتاج ولم يعد السبكي مستحوذًا على معظم الأفلام، وأثنت موريس على عدد من التجارب منها فيلم "البر التاني " الذي ناقش قضية الهجرة غير الشرعية وفيلم "اشتباك " الذي أعاد إلى مصر هيبتها السينمائية في المهرجانات الدولية.