النجوم الذين رحلوا في مجتمعاتنا بطرق وحشية

كثرت جرائم القتل في مجتمعاتنا بطرق وحشية وعديمة الإنسانية، فمثلما ينال الفنان الشهرة والنفوذ وتسليط الأضواء المبهرة على أعمالهم الفنية، فإن موت بعض الفنانين في ظروف غامضة وفجأة يثير الشكوك بشأن سبب الوفاة، وتظل قصص موتهم المريبة عالقة في أذهان الجمهور، الذي لا يمل من البحث الدائم عن حقائق موت محبيه من المشاهير، ويتابع القضايا حتى نهايتها، لتظل الشهرة متوهجة رغم الأسئلة، وتظل الأضواء المبهرة أكثر وجودا من سواد ملابس الحداد ومن ظلمة القبر.

وشهد التاريخ كثير من النجوم الذين رحلوا هكذا، فجأة وبطريقة غريبة ومثيرة للدهشة، فما بين وهج الشهرة وفتنة الأضواء المبهرة، هناك أيضًا موت بالأضواء المبهرة التي تفجر كثير من علامات التعجب والاستفهام. ونقدم مأساة موت 8 فنانين في السينما المصرية وأغلقت المحاضر وأيدت ضد مجهول، ومازالت الجماهير تبحث عن القاتل الحقيقي.

1-سعاد حسني

في 12 يونيو/حزيران 2001، انتشر خبر وفاة سعاد حسني بعد سقوطها من شرفة منزلها في لندن، وأثارت القضية الكثير من الغموض والجدل، وقيل إنها رُمِيت من شرفة منزلها من قبل رجلين وامرأة، وكشف الطبيب الشرعي عن علامات مقاومة على جسمها، وآثار شعر لامرأة بين أظافرها، وكانت محاميتها قد كشفت عن هذه الدلائل أخيرا، مشيرة إلى أن هذه التحقيقات كشفت عنها الشرطة البريطانية بسكوتلانديارد.

ويظل حتى الآن العثور على جثة "حسني"، التي وجدت على الرصيف أسفل العمارة التي كانت تقيم بها، لغزا كبيرا ينتظر الكثيرون فك طلاسمه، فمنهم من أرجع الحادث إلى حادثة انتحار عادية، بخاصة أنها كانت تعاني حالة نفسية واكتئابا شديدا في أواخر سنواتها، لكن أوضحت الكثير من الأدلة عبث في شقتها وآثار مقاومة، ما يشير إلى أن موتها كان عملية قتل مدبرة بعد أن أشيع أنها تنوي كتابة مذكراتها وعلاقتها بالمخابرات المصرية واستخدامها في عمليات لحسابها، وهكذا بقت الآراء متضاربة حتى اليوم.

2 –أسمهان

كان مقتل أسمهان في 14يوليو/تموز 1944، عن عمر يناهز 32 عاما، أحد الألغاز التي لم تحل إلى اليوم، ففي ذلك اليوم استأذنت من يوسف وهبي لتأخذ راحة من فيلمهما المشترك "غرام وانتقام" وتسافر مع صديقتها، ماري قلادة، إلى رأس البر، لتسقط سيارتها في الترعة وتموت هي وصديقتها بينما لا يتأثر السائق حتى بخدش، ويختفي بعد ذلك على الفور فلا يجده أحد إلى يومنا هذا.

وانتشرت الكثي من الأقاويل عن مقتلها، فالبعض اتهم المطربة الراحلة، أم كلثوم، بتدبير الحادث للتخلص من أسمهان لأنها كانت المطربة الوحيدة التي تستطيع منافستها بسبب قوة وجمال صوتها، كما قيل إنها كانت تعمل جاسوسة مزدوجة للإنجليز والألمان، لذا قررت المخابرات البريطانية اغتيالها لعلاقتها بالمخابرات الألمانية وتنقل أخبار القصر الملكي المصري بحكم قربها من رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا، وقال البعض إن زوجها الأمير حسن الأطرش هو من دبر الحادث، والغريب أن وفاة أسمهان وقعت في نفس يوم ميلادها.

3-كاميليا

ليليان ليفي كوهين الشهيرة بـ"كاميليا" فنانة يهودية أثار موتها الكثير من الجدل، فهي لم تكن مشهورة أو على قدر كبير من النجومية السينمائية لكن كان يميزها جمالها الطاغي.

وتوفيت "كاميليا" في أغسطس/آب 1950، أثر احتراق طائرة تستقلها كانت متجهة بها إلى العاصمة الإيطالية، روما، حيث كانت في طريقها للعلاج بسبب معاناتها من آلام مبرحة بالمعدة بعد إصابتها بمرض السلّ، والغريب أنها لم تجد مقعداً على الطائرة المتجهة إلى سويسرا في البداية، لكن أحد الركاب غير رحلته، فوجدت "كاميليا" المقعد الذي قادها إلى نهايتها. وانتشرت عدد من الأقاويل حول موتها، فقال البعض إن إسرائيل كانت وراء إسقاط الطائرة لأن "كاميليا" كانت عميلة لها وتخشى افتضاح أمرها، والبعض أكد أن إسرائيل أسقطت الطائرة لأنها كانت عميلة ضدها، بينما أدعى آخرون أن الملك فاروق، كان وراء سقوط الطائرة، لوجود علاقة بينه وبينها أراد أن يمحوها، نظرا لاكتشافه تجسس "كاميليا" عليه ورجاله وعلمها الكثير من الأسرار ونقلها للموساد الإسرائيلي حيث يقال إنه تم استغلالها من قبل الموساد في فترة حرب فلسطين.

4-يوسف السباعي

اغتيل الأديب ووزير الثقافة يوسف السباعي في صباح 18 فبراير/شباط 1978، عن عمر ناهز الـ60 عاماً أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمراً آسيويا أفريقيا، في قبرص، على يد رجلان أثناء وقوفه أمام منفذ بيع الكتب والجرائد المجاور لقاعة المؤتمر، وحينها أطلق عليه 3 رصاصات أصابته في مقتل، في عملية أثرت على العلاقات المصرية– القبرصية، وأدت إلى قطع العلاقات بين البلدين، وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض على القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية.

وبعد اغتيال "السباعي"، احتجز القاتلان نحو 30 من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد، واستجابت قبرص لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة من طراز DC 8 للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي..
، ما أدى إلى مقتل عدد من أفراد القوة المصرية، وجرح العديد من الطرفين، ولم يقبض على الجناة حتى اليوم، وبقي السؤال ملقا من قتل "السباعي؟"، ولماذا؟

5-عمر خورشيد

في 29 مايو/أيار 1981، تعرض "ساحر الجيتار"، عمر خورشيد، لحادث سيارة مروع في نهاية شارع الهرم بجانب مينا هاوس وأمام مطعم "خريستو" بعد انتهائه من عمله في أحد الفنادق الكبرى، وكانت بصحبته زوجته اللبنانية، دينا، والفنانة، مديحة كامل، توفي "خورشيد" على إثره، وترددت الأقاويل بأن هذا الحادث كان مدبرا، خاصة بعدما شهدت زوجته و"مديحة كامل" أمام النيابة أنهم أثناء عودتهم للمنزل تعرضوا لمطاردة سيارة غامضة لم تتركهم إلا بعدما تأكد صاحبها أن "خورشيد" اصطدم بعمود الإنارة، مؤكدين أنه كان مدبرا من قبل مسؤول سياسي كبير في هذا الوقت لوقوع ابنته الصغرى في حب "خورشيد"، وقيل إن أحد المنظمات الفلسطينية قتلته لأنها قررت قتل كل من ذهب مع السادات لواشنطن لتوقيع مبادرة السلام المصرية الإسرائيلية، ومنهم "خورشيد" الذي عزف على الجيتار في البيت الأبيض، وأشار البعض إلى وجود تصفية حسابات بينه وبين أحد رجال الدولة لرفضه زواج أخته الصغرى الفنانة، شريهان، منه، ومازال القاتل مجهولا دون أن تفصح التحريات عن حقيقة الواقعة.

6-ميمي شكيب

في مطلع عام 1974، تسابق الجميع على شراء الصحف لمعرفة تفاصيل القضية المثيرة التي كانت تسمى وقتها بـ"شبكة الرقيق الأبيض"، وهى شبكة الدعارة التي اتهمت الفنانة، ميمي شكيب، بإدارتها وضمت أيضا 8 فنانات ومجموعة من النساء من خارج الوسط الفني، وظلت القضية تتداول مع تفاصيلها المثيرة حتى أصدرت المحكمة حكمها في 16 يوليو/تموز 1974 بتبرئة "شكيب" ومن معها لعدم إلقاء القبض عليهن متلبسات، ورغم البراءة لكنها قضت على مستقبلها الفني.

وتدهور الوضع المادي لـ"شكيب" وشوهدت في أواخر حياتها وهى تتقدم بطلب لصندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة تطلب فيه إعانتها ماديا، لكن المعاناة لم تنته عند هذا الحد، حيث أُودعت بإحدى المصحات النفسية بضعة شهور، قبل أن تُقتل في 20 مايو/أيار 1983، حيث تم إلقائها من شرفة شقتها وظل الغموض يحيط بمرتكب الجريمة، وترددت الأقاويل حول التخلص منها من قبل بعض رجال السياسة ممن كانوا يشاركون في إدارة شبكتها، وقُيدت القضية ضد مجهول.

7 –نيازي مصطفى

كانت قضية مقتل المخرج، نيازي مصطفى، أكثر القضايا غموضاً، ففي صباح 20 أكتوبر 1986 توجه محمد عبد الله طباخ المخرج إلى شقته بالطابق الثالث بالعمارة رقم 1 بشارع قرة بن شريك وهي العمارة التي كانت تملكها زوجته الفنانة الراحلة، كوكا، وعندما طرق الطباخ الباب في الصباح كعادته منذ 16 عاماً ليعد للمخرج الطعام لم يفتح له أحد، فترك الطباخ صحف الصباح أسفل الباب ثم توجه إلى منزل أخت "نيازي" في المنيل لإحضار المفتاح الاحتياطي، ثم عاد إلى الشقة ليكتشف الحادث ووجد "نيازي" جثة هامدة ويديه مقيدة خلف ظهره ومطعون عدة طعنات ومشنوقا بفوطة سفرة بجوار سرير غرفة نومه، حيث كان غارقا في دمائه مرتديا جلبابا أبيض ملطخا بالدماء المتجمدة التي تتناثر على انفه وفمه وعلى يده المجروحة.

ولم يكن تعدد العلاقات النسائية لـ"نيازي" هي السبب الوحيد، رغم أنه الأقوى، في إفلات الجاني بجريمته، حيث اكتشف فريق البحث بمجرد وصوله الشقة حدوث عبث بمسرح الجريمة، ما أضر بشدة بالقضية، بخاصة بعدما حمل شقيق المخرج والطباخ الجثة ونقلها إلى السرير، إلى جانب وجود بصمات كثيرة داخل مسرح الجريمة ما زاد الأمر صعوبة، وبعد 3 أشهر وتحديداً في 16 يناير/كانون الثاني 1987 قرر النائب العام حفظ التحقيق في القضية وتقييدها ضد مجهول لعدم التوصل إلى أي دليل أو قرينة ضد أي شخص.

8- سيد درويش

توفي موسيقار الشعب، سيد درويش، في ريعان الشباب عن عمر يناهز الـ31 عاما، في 10 سبتمبر/أيلول 1923، وقد تداعت الأقاويل واختلفت حول سبب وفاته، الذي ما زال مجهولًا حتى اليوم ولا أحد يستطيع أن يجزم كيف رحل عنا فنان الشعب. إن سبب الوفاة هو تسمم مدبر من الإنجليز أو الملك فؤاد، حيث أراد الاحتلال الإنجليزي التخلص منه بسبب تعلق المصريين بأغنياته التي تحرض ضدهم، بخاصة أن الاحتلال رفض تشريح جثته، كما يرجح البعض أن وفاته جاءت إثر تعاطي جرعة زائدة من الكحوليات والمخدرات أودت بحياته، وفي رواية أخرى نشرتها احدي الصحف المصرية في مقال للكاتب، يوسف شتا، كشف من خلالها مقابلتة بعائشة عبد العال ملهمه سيد درويش، أنه استطاع على لسانها أن يعرف سبب وفاته، حيث قالت إن صديقًا لدرويش كان يحب مطربة مغمورة وطلب منه أن يمرنها، لكنه أدرك أن صوتها سيء، فذهبت الفتاة وقالت إن "درويش" غازلها، فانتقم منه صديقه، وقدم له كأس خمر به مورفين.