مازالت حالة الجدل التي وقعت بشأن الفستان المثير، الذي ارتدته الفنانة رانيا يوسف، في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الأربعون، الذي انعقد مساء الثلاثاء الماضي، على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، مستمرة.
فلم تمض سوى دقائق قليلة على انتشار صور رانيا يوسف، بفستانها المثير، إلا وكان اسم الفنانة الأربعينية ضمن قائمة الأكثر انتشارًا على "التريند" على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، بالإضافة أيضًا إلى باقي مواقع التواصل الاجتماعي.
فتعرضت رانيا لعديد من الانتقادات والهجوم من قبل رواد التواصل الاجتماعي، فكانت أبرز التعليقات "نسيت تلبس البنلطون"، "نسيت بنطلوني وأنا رايحة يكرموني، "الفستان باختصار عبارة عن مايوه وشبكة للحماية من الناموس".
ولم يتوقف الأمر عند حد الانتقادات فقط، حيث طالب البعض بمحاكمتها ووصل الأمر أيضًا في دعوة لإيقافها عن التمثيل لمدة محددة، خرجت نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي، بيانها، انتقدت من خلاله إطلالات بعض الفنانات في حفلي افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائي، خاصة بعد الفستان الذي ارتدته الفنانة رانيا يوسف في حفل الختام.
وورد في بيان النقابة، "عبر الكثير من المهتمين بالشأن الثقافي والفني عن انزعاجهم الشديد لما لاحظوه أثناء حفلي افتتاح وختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي نعتبره جميعًا من أهم الفعاليات الدولية التي تمس صورة الفن المصري والعربي أمام العالم في مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب، غير إن المظهر الذي بدت عليه بعض ضيفات المهرجان لا يتوافق مع تقاليد المجتمع وقيمه وطبائعه الأخلاقية، الأمر الذي أساء لدور المهرجان والنقابة المسؤولة عن سلوك أعضائها".
وأضافت النقابة: "ورغم إيماننا بحرية الفنان الشخصية إيمانا مطلقا فإننا نهيب بالفنانين إدراك مسؤوليتهم العامة تجاه جماهير تقدر فنهم، ولذلك سوف تقوم النقابة بالتحقيق مع من تراه تجاوز في حق المجتمع، وسيلقى الجزاء المناسب، حتى تضمن عدم تكرار ذلك بالتنسيق مع الإدارة العليا للمهرجانات واتحاد النقابات الفنية".
وتفاعل عدد من الفنانين حول هذه الأزمة، وعلق الفنان الشاب أحمد السعدني على الإطلالة المثيرة، عبر حسابه الشخصي على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، قائلًا: "الست لبست مايكل چاكسون وصوابعها مكانتش باينة محدش حس بيها، قلعت بقت تريند، هي عايزة تثبت إن الدنيا ماشية بضهرها".
وعلق أيضا المخرج الشاب عمرو سلامة، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلًا: "الفستان لم يعري إلا هوسكم".
وكانت "يوسف"، أثارت الجدل، خلال فعاليات ختام المهرجان القاهرة السينمائي بدورته الأربعين، في دار الأوبرا المصرية، عقب ارتدائها فستانًا أسود قصيرا أشبه بالمايوه، عليه جوبير بذات اللون.
كما أن قدم عدد من المحامين، من ضمنهم المحامي عمرو جميل، بلاغًا للنائب العام ضد الفنانة رانيا يوسف، حيث اتهموها بـ"الفعل العلني الفاضح والتحريض على الفسق والفجور".
فبحسب بلاغ المحامين، بأن ما قامت به الفنانة رانيا يوسف، بظهورها في ختام المهرجان بفستان أشبه بـ"المايوه"، يعد انتهاكًا صارخًا للقانون ويعاقب عليه وفقًا لنص المواد 278 من قانون العقوبات والمادة 1 والمادة 14 من القانون رقم 10 لسنة 1961 الخاص بمكافحة الدعارة.
لم تتنه الأمور عند هذا الحد، ففي مداخلة هاتفية مع الإعلامي سعيد حساسين، في برنامجه "انفراد" عبر فضائية "الرافدين"، دعا المحامي نبيه الوحش، نقابة المهن التمثيلية لإيقاف الممثلة رانيا يوسف عن العمل 3 أشهر على الأقل.
وذكر "الوحش" في المداخلة الهاتفية مع الإعلامي سعيد حساسين، "ما فعلته رانيا يوسف سقطة لا يمكن أن يغتفر لها على مر الأيام".
وأضاف: "سقطة من نقابة المهن التمثيلية ومفيش حاجة اسمها إصدار بيان إدانة، ولكن يجب استدعاءها للتحقيق، هذه امرأة تنشر الفسق والفجور أمام الميديا".
ومع استمرار تداعيات أزمة الفستان المثير، خرجت الفنانة رانيا يوسف، بيان توضيحي عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث قالت في البيان:
"احترامًا لمشاعر كل أسرة مصرية أغضبها الفستان الذي ارتديته في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أود ان أؤكد أنني لم أكن أقصد الظهور بشكل يثير حفيظة وغضب الكثيرين ممن اعتبروا الفستان غير لائق، من الممكن أن يكون خانني التقدير، حيث ارتديت الفستان للمرة الأولى ولم أكن اتوقع أن يثير كل هذا الغضب".
وتابعت في بيانها: "وآراء مصممين الأزياء ومتخصصي الموضة غالبًا ما تؤثر علي قرارات اختيار الملابس، وقد يكونوا وضعوا في الاعتبار أننا في مهرجان دولي، ولم أكن أتوقع كل ما حدث، وإن كنت أعلم لما ارتديت الفستان وهنا أكرر التأكيد على تمسكي بالقيم والأخلاق، التي تربينا عليها في المجتمع المصري التي كانت وماتزال وستظل محل احترام".
واختمت بيانها: "وإنني إذ أعتز بكوني فنانة لها رصيد طيب وإيجابي لدي جمهوري، فإنني أتمنى من الجميع تفهم حسن نيتي وعدم رغبتي في إغضاب أي أحد، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن الجميع"، وأضافت: "كما أنني اعتز بانتمائي لنقابة الفنانين ولدورها التنويري وحمايتها للقيم ودفاعها عن الفن والفنانين".