افتتحت رئيسة مهرجانات زحلة الدوليّة السيّدة ميريام سكاف الدورة الأولى من المهرجان، بليلة أوبراليّة مميّزة أحياها التينور العالمي خوسيه كاريراس الذي أدرج مهرجانات زحلة على جدول جولته العالميّة الأخيرة قبل أن يعلن إعتزاله الغناء، وألقت رئيسة الكتلة الشعبيّة السيّدة ميريام سكاف في افتتاح المهرجان كلمة عبّرت فيها عن إعتزازها بكون المهرجانات تعمّ كافّة المناطق اللبنانيّة، وهذا دليل على العمران الفنّي والثقافيّ الذي يطبع لبنان العظيم.
وأضافت "نحن في زحلة وعدنا ووفينا، وبدأنا من إيماننا بمدينتنا فقط، مواكبين الحضارة الآتية إلى بلادنا عبر تقديم ليالٍ وسهرات تليق بمكانة زحلة العالية، وتجعلها جسرًا بين شرق وغرب، وأكّدت سكاف: " من وحي مدينتنا إذا كان هناك موّال في رأسنا فسوف نغنّيه، وموّالنا هذه المرّة يلاقي الحضارات، ويطال النجوم، ويجمع الشرق بالغرب، ونحن نشهد اليوم على ولادة صرح جديد يحمل إسم"فوروم إلياس سكاف".
وتحدّثت سكاف عن الصعوبات التي واجهت إقامة هذا المهرجان عبر عدم السماح بإقامته في بارك جوزيف طعمة سكاف، والانتقال إلى مسرح جديد هو فوروم إلياس سكاف، وقدّم المهرجان الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان ملقيًا كلمة شدّد فيها على أهميّة زحلة تاريخيًا، وسياحيًا، وسياسيًّا، قائلًا "السلام عليكم، السلام على أبناء السلام، في دار السلام، في عرين الأسود، ومربى الأشبال في زحلة، شكرًا لحفاوة إستقبالكم لي في زحلة، وكيف لي أن أنسى زحلة وأنا الذي قابلت العظيم سعيد عقل، إبن زحلة، وقال لي: " يا نيشان، العظيم هو من يحبّ إثنين: لبنان، وسعيد عقل، كما قال لي: "أنا عظيم لأنّي من زحلة".
وقال نيشان عن خوسيه كاريراس : " في ثمانينات القرن الماضي أصيب هذا الفنّان العظيم بسرطان في الدمّ، وقد أجروا له زرعًا في النخاع الشوكي، وعولج وتماثل إلى الشفاء، ولكنّه لم ينس أقرانه في المرض، فوهب صوته ليس فقط للأوبرا، وإنّما لمن هم بحاجة لشفاء عبر تأسيسه لمؤسّسة خوسيه كاريراس لمحاربة السرطان، ولليوم أمّن أكثر من ٢٠٠ مليون دولار لمساعدة هؤلاء المرضى", مضيفًا "هنا تكمن أهميّة الفنّان الحقيقيّ، فالصوت هبة من الله لا فضل للإنسان فيها، أمّا توظيف الصوت في خدمة الإنسانية هو من أجمل الفضائل".
وقدّم كاريراس باقة من الأغاني الأوبراليّة الرائعة باللغات الإنجليزيّة، والإيطاليّة، والفرنسيّة، والإسبانيّة، ومنها:
Alma de Dios, Pecche, Passione, Je te veux, Man of La Mancha, Serenata Sincera, Vumia, Core’ngrato.
وشاركته الغناء على المسرح السوبرانو الشهيرة سيلين بيرن، برفقة الأوركسترا الفلهرمونيّة المؤلّفة من أكثر من سبعين عازف وعازفة بقيادة المايسترو دافيد غيمنيس, وخلال الاستراحة ما بين فقرتيْ الحفل، تمّت دعوة أهل الصحافة والإعلام إلى "غرفة الصحافة" الخاصّة في المهرجان، حيث كرّمت رئيسة المهرجان ميريام سكاف خوسيه كاريراس بمنحه درعًا تقديريًا من لجنة مهرجانات زحلة الدوليّة, وهذه خطوة تحسب لمهرجانات زحلة الدوليّة التي خصّصت أهل الإعلام بهذه المساحة للالتقاء بنجوم الحفلات، ومشاركة إدارة المهرجان تكريمهم، وتوجيه بعض الأسئلة إليهم.
وخلال المؤتمر الصحافيّ أجاب كاريراس على سؤال نيشان عمّا إذا كان هذا الحفل سيكون الحفل الأخير له، فقال: " حفلاتي الأخيرة ستكون خلال السنتيْن المقبلتين، فإذا من اليوم وحتّى سنتيْن سأنهي حياتي العمليّة".
ثم سأله نيشان: "كيف هي صحّتك الآن؟"، فأجاب: "عظيمة". وشكر الجميع، ومن ثمّ عاد لمتابعة حفله الذي اختتمه بنخبة من أروع أغانيه، وطالبه الجمهور بالعودة إلى المسرح أكثر من مرّة، فقدّم مع السوبرانو سيلين بيرن الدويتو الشهير "فرانس فور لايف" الذي لحّنه أندريه لويدويبر، مؤلّف " ذا فانتوم أوف ذي أوبرا"، خصّيصًا لكاريراس بمناسبة الألعاب الأولمبية في العام ١٩٩٢، وغنّاه في حينه مع سارة برايتمان.