كشفت الفنانة المسرحية الأردنية هلا بدير، أن المسرح يمنح الفنان الثقة، موضحة أن مقومات الفنانة المسرحية الناجحة هو الصدق، وأن المسرح منحها أن تكون صادقة أكثر مع نفسها، من خلال العمل على الشخصيات، وتطويرها وبناء تفاصيل إنسانية دقيقة ومعقدة، تجعلها واقعية وحقيقية.
وأضافت بدير في تصريحات خاصة إلى "لايف ستايل "، "هذه الفرصة لاكتشاف ذاتي من خلال العمل على الشخصيات مسألة مغرية بالنسبة لي، تظهر بشكل واضح من خلال تقديم العرض بشكل مباشر، بأقل ما يمكن من تدخل لتقنيات الصوت والصورة والتركيز على أدوات الممثل وإحساسه، وهي لحظة العرض، التي يختفي فيها كل شيء ولا يبقى سوى الممثل، وجهًا لوجه مع الجمهور، يتشاركان تلك اللحظة".
وأكدت أن سوء الحالة الفنية في الأردن، وسوء أحوال الفنانين في الأردن تحديدًا غير مرتبط بـ "الجندر" بحكم أن الحالة الفنية العامة متردية وتفتقر للرعاية الرسمية وشبه الرسمية، وبناءً على واقع الحركة الفنية والمسرحية، تحديدًا سينتج واقعًا سيئًا، للمشتغلين في القطاع الفني بداية من أنواع المواد الفنية التي تقدم في الأردن مما يؤثر سلبًا على وضع الفنان وإمكانياته وخبراته، ووصولًا لوضعه المادي وغياب تقدير الفنان رسميًا وشعبيًا. وهذا الظرف الصعب الذي تمر فيه الحالة الفنية الأردنية، لا يمكن مقارنته بالواقع العربي "دمشق والقاهرة"، حيث يمكننا الحديث عن فروقات هائلة "أو غياب الإمكانية للمقارنة أصلا"، وهناك كم هائل من الإنتاج والحركة في الأوساط الفنية، مما يمنح المرأة أو الرجل فرصة مضاعفة للظهور والتعلم وإبراز دوره.
وأشارت بدير إلى عدم وجود اتحادات أو نقابات فنية مسرحية، مستدركة أن نقابة الفنانين، تحاول كغيرها من مؤسسات المجتمع المدني تقديم بعض الدعم إلى أنه أقل بكثير من المستوى المطلوب، موضحة أن أهم ما يمكن ان تقدمه أي جهة رسمية أو شبه رسمية للحالة الفنية العامة، هو إنشاء معهد أكاديمي متخصص يدرس التمثيل، الإخراج، النقد ، الموسيقى، والرقص.
وتعتبر بدير أن مواقع التواصل الاجتماعي، أثرت على الحركة الفنية، لأن هذه المواقع صنعت مجموعة من الشخصيات المؤثرة، والتي تحولت "للأسف" بغض النظر عن جودة المحتوى الذي تقدمه إلى جزء من الحالة الفنية العامة المشاهدة تحديدًا على التلفاز، وأصبح معيار شهرة الشخص على وسائل التواصل الاجتماعي، له الأولوية لتسويق أي من البرامج التلفزيونية، هذا الاستخدام الذي يقلب الهرم، لتصبح الشهرة لها الأولوية على المحتوى، ساهم في إفساد ذائقة الجمهور وتسخيف دور العمل الفني المحترف أمام شخصيات غير مؤهلة أكاديميًا أو فنيًا أو معرفيًا لتكون جزء من الحالة الفنية العامة في التلفزيون أو المسرح.
وأتاحت وسائل التواصل الاجتماعي للعديد من الشباب الموهوبين، فرصة الظهور وتقديم أعمالهم بكلف منخفضة ولجمهور واسع ومختلف. وأكدت بدير أن صغر السن بالنسبة للفنان، ليس معيارًا رئيسيًا في التقييم، أولًا وقبل كل شيء لابد لكي تكون فنانًا أن تتمتع بالموهبة التي تصقل بالخبرة والتعليم، بإمكان أي كان أن يدعي كونه فنان وهذا الادعاء وأن كان واقعًا، مرفوض أن يأتي من جانب الفنان نفسه. هنالك جمهور ونقاد ومخرجين، الأصل أن نترك لهم هذه المهمة.
وتطمح بدير إلى متابعة دراستها في ألمانيا، وأنها في المراحل النهائية للقبول في أحد الجامعات هناك، والعودة من أجل تأسيس دارة ثقافية تعني بالتمثيل والمسرح للشباب في عمان. على المستوى العام، أن نصل إلى المرحلة التي نستطيع فيها خلق الحالة الفنية، التي تشبهنا وتمثلنا دون عوائق سخيفة معيب وجودها في أيامنا هذه، لا نملك الكثير من الوقت، لنعمل.
والفنانة بدير من مواليد عمان عام 1992، درست المسرح في دمشق - المعهد العالي للفنون المسرحية - قسم التمثيل، وتخرجت منه، عام 2014 وشاركت كممثلة بمجموعة من الأعمال المسرحية والسينمائية في دمشق وعمان، منها مسرحية "خارج السيطرة"، نص: وائل قدور، و"رماد البنفسج" نص مرتجل، إخراج سامر عمران ومسرحية "النورس" نص: أنطون تشيخوف إخراج سمير عثمان، و"هيستريا" نص وإخراج جهاد سعد، و"الأيام الخوالي - Old Times" نص: هارولد بنتر، وإخراج عمار محمد وفيلم الرابعة بتوقيت الفردوس للمخرج محمد عبد العزيز، ومسرحية "بحر و رمال" إخراج سلام قبيلات.