مع انتهاء أيام عيد الأضحى، الذي شهد عرض 6 أفلام مصرية، ظهرت خريطة واضحة للفائزين والخاسرين في الموسم السينمائي الأقوى خلال عام 2016، والذي حققت فيه الأفلام الستة عائدات وصلت لـ33 مليون جنيه مصري (أكثر من 3 ملايين دولار).
عودة حلمي
وعلى الرغم من أن فيلم "لف ودوران"، من بطولة أحمد حلمي ودنيا سمير غانم، بدأ عرضه يوم الأحد 11 سبتمبر/أيلول، ومتأخراً 3 أيام عن أفلام مثل "كلب بلدي" و"عشان خارجين"، إلا أنه اكتسح بقية الأفلام تماماً، وحقق في كل يوم من أيام عرضه الخمسة حتى الآن ضعف أقرب منافسيه، ليصبح في المركز الأول في شباك التذاكر بإجمالي إيرادات وصل لـ14 مليونا و722 ألف جنيه (مليون ونصف مليون دولار تقريباً).
واستطاع أحمد حلمي أن يعود للسينما المصرية من الباب الواسع، بعد الفشل الكبير الذي ناله قبل عامين مع فيلمه الأخير "صنع في مصر"، الذي حقق حينها 9.2 ملايين جنية فقط، رغم ميزانيته التي تجاوزت العشرين مليوناً. وقبلها في فيلم "على جثتي"، ليتعرض "حلمي" للهزة الأكبر في تاريخه واحتمالية أنه لم يعد نجم الشباك الأول كما كان في السابقن قبل أن يعود هذا العام بـ"لف ودوران"، بأجواء كوميدية يجيدها وبشراكة مع دنيا سمير غانم التي نجح معها سابقاً في فيلم "إكس لارج" والمخرج خالد مرعي الذي قدم من قبل أكبر نجاحات حلمي مثل "آسف على الإزعاج" و"عسل أسود" و"بلبل حيران". وبذلك يكون "حلمي" هو الفائز الأكبر في أفلام العيد، ليس فقط لاحتلاله القمة ولكن أيضاً لأنه حافظ على استمراريته ونجوميته ووجوده على القمة لأكثر من 12 عاماً حتى الآن.
أحمد فهمي منتصراً لوحده
في المركز الثاني، وبفارق كبير عن فيلم حلمي، حقق الممثل أحمد فهمي النجاح الأهم في تاريخه، ليس فقط بسبب احتلال فيلمه "كلب بلدي" المركز الثاني، وتحقيقه 7 ملايين و156 ألف جنيه من العائدات (حوالى 700 ألف دولار)، ولكن أيضاً لأن رهانه على بطولة فيلم منفرداً عن زملائه وشركائه السابقين، هشام ماجد وشيكو، أتى ثماره، مما يجعله أكثر ثقة لاحقاً في اتخاذ خطوة البطولة المنفردة بعد أن مر بالفعل بالخطوة الأصعب والأهم في منافسة مع أصدقاء الأمس. وتفاوتت الآراء حول المستوى الفني للفيلم الذي كتبه شريف نجيب وأخرجه معتز التوني، ولكن أغلبية الآراء اتفقت على مقدار الضحك الكبير الموجود في العمل، وربما هذا ما رفع من حظوظه كثيراً أمام بقية الأفلام.
وفي مفاجأة نسبية، استطاع الثنائي حسن الرداد وإيمي سمير غانم أن يأتيا في المركز الثالث بفيلمهما "عشان خارجين" من إخراج خالد الحلفاوي، متجاوزين فيلم "حملة فريزر" الذي كتبه هشام ماجد وشيكو، محققين عائدات بلغت 4 ملايين و514 ألف جنيه (450 ألف دولار)، ومؤكدين على نجاحهما في موسم صعب، بعد تجربتهما السابقة "زنقة الستات"، ومن المحتمل الآن أن يعيد الرداد وإيمي شكل الشراكات الكلاسيكية في السينما المصرية والتي توقفت منذ وقت طويل.
الطريف أن فيلم "عشان خارجين" هو فكرة هشام ماجد وشيكو، واستطاع أن يتفوق على فيلمهما الآخر الذي كتباه وقاما ببطولته "حملة فريزر"، الذي جاء في المركز الرابع، وحقق 3 ملايين و943 ألف جنيه مصري (حوالي 400 ألف دولار). والمشكلة بالنسبة للثنائي ليست في الرقم نفسه الذي يعتبر متوسطاً بالنسبة لعائدات باقي الأفلام، ولكن المشكلة في أن أحد منافسيهم المباشرين كان زميلهم السابق أحمد فهمي، ما يجعل له بشكل رقمي الكفة العليا والنسبة الأكبر في نجاحاتهم السابقة مع أفلام مثل "الحرب العالمية الثالثة" و"بنات العم"، وإن كان الأقرب في الحقيقة هو المشاكل الفنية والمستوى الفني الأضعف الذي خرج عليه فيلم "حملة فريزر" مقارنة بـ"كلب بلدي"، ونسبة وحجم الضحك في كلا الفيلمين التي مالت تماماً لصالح فهمي.
في المركز الخامس جاء فيلم محمد رجب "صابر جوجل"، محققاً مليونا و980 ألف جنية (200 ألف دولار تقريبا)، وهو ينضم لبقية أفلام رجب التي لا تحقق نجاحاً يضمن له الارتقاء لـ"نجوم الصف الأول" ولا فشلاً يمنعه من أن يستمر في بطولة بعض الأفلام منخفضة الكلفة التي تحقق إيرادات متوسطة في دور السينما.
وداعاً "اللمبي"
أما الخاسر الأكبر في الموسم فهو محمد سعد، الممثل الكوميدي الذي كان نجماً منذ 14 عاماً، بعد بطولته لفيلم "اللمبي"، واستطاع حينها أن يظل على القمة لـ 4 أو 5 سنوات متتالية، قبل أن يبدأ الناس في الشعور بالسأم من تكرار نفس النكتة ونفس الشخصيات. بينما سعد نفسه لا يدرك ذلك، ويكرر في كل فيلم جديد نفس النكات والحركات الجسدية التي أطلقت نجوميته قبل عقد ونصف العقد، غير مدرك أبداً أن الجمهور انصرف من القاعة وتغير المزاج العام وأصبح هو الوحيد الذي يضحك على شخصياته الجديدة التي تتحدث بشكل غريب. وفي فيلمه الأخير "تحت الترابيزة" يكون ربما قد كتب شهادة وفاته الفنية، بعد أن حقق فقط مليونا و58 ألف جنيه (100 ألف دولار) في أيام عرضه خلال العيد، ليتذيل القائمة بنصف إيرادات أقرب ملاحقيه تقريباً، في السقوط الأكبر خلال تاريخه.