تمكن مارك هينكليف، من يوركشاير، من استعادة الشرارة التي أشعلت حبه لتجميع المقتنيات، وحدث ذلك حين كان صبيًا في زيارة إلى متحف مدينة ليدز، حيث وقف أمام النمر الهندي المحشو، وكانت يدياه أكبر من رأسه، وما يزال هذا الحدث عالقًا في ذهنه، وبعد 40 عامًا يعرض حول المصلى الميثودي في مدينة هاروغيت التابع للقرن 19 إلى منزل، ويوجد فيه مجموعة كبيرة من القطع الفنية.
ويوجد داخل المنزل قبعات الريش، وقطعة من نسيج فرنسي قديم، وسترة عسكرية تشير إلى الصراعات القديمة، فمنزل هينكليف لا يمكن وصفه بالمتحف، ولكن ديكوره الداخلي وكل قطعة داخله لديها قصة.
ويقول هينكليف" كنت ذلك الطفل الذي حين يذهب إلى الشاطئ ويمسك بالحجر ذي الثقب ويتساءل كيف حدث ذلك، والتقيت مرة صدفة بأنتوني غروملي وسألته عن ذلك الثقب، وقال إنه لا يعرف، ولكنني حاولت العمل على ذلك طوال حياتي كلها، ولم أجد إجابة حتى الآن، فلا تزال تحتفظ بسحرها".
واشترى هينكليف المصلى في 2013، بعد أن كان مهملًا، واستغرق عامين في تجديده، وباع الأجزاء المفككة لموقع "إي باي" بـ6 آلاف جنيه استرليني، لتجد منزلًا جديدًا في قرية صغيرة في ألمانيا.
وأزال هينكليف المقاعد وأعاد تشكيلها لتصبح خزائن للمطبخ، وعلى الرغم من أن العديد من عناصر المبنى الأصلي ما تزال موجودة بما في ذلك المنبر والأتريوم البالغ ارتفاعه 40 قدمًا، ولكنه حوله إلى أكبر غرفة للمعيشة، وأعاد النوافذ الزجاجية الملونة الأصلية، كما أنشأ غرفة طعام ذات طابع فني.
وتظل أسواق الشوارع والمعارض العتيقة هي الأماكن التي يفضل الذهاب هينكليف إليها، حيث يقول إنه يحصل على الأفكار من هذه الأماكن، كما يذهب إلى كليغنكورت في العاصمة الفرنسية باريس، حيث السوق الشعبية برتديري، وهو الأكبر في أوروبا، فمن هناك اشترى كأسًا قديمًا، ويشير إلى أنه معجب بالكراسي التي تعود إلى العصر الفيكتوري،
وذهب في رحلة إلى لندن قبل عامين، حيث وجد نفسه جالسًا أمام المصممة فيفيان ويست وود، مصممة الأزياء، وزوجها أندرياس كرونثالر، وتحدثوا سويا، وأرسلت له ويستوود ثلاث لفات من نسيج جاكار كهدية، والذي استخدمه هينكليف في صناعة كراسيه الفيكتورية المفضلة.
وأضاف هينكليف " أحب الحضور في القرن الـ18، مع هذه القطع الفنية الحديثة، أحب التناغم مع التاريخ"، ويوجد على الجدران أعمال الفنانين المعاصرين بما في ذلك مارك كوين، وغيلبرت وجورج وستيفين كامبل.
ويوجد في المنزل رف عليه الآلات للخياطة، مصنوعة من الحديد الأسود وخلفها الجدران الصفراء، وكانت المجموعة بأكملها تعود إلى مدرس خياطة في الحي، وهناك أيضًا بيانو كبير في الغرفة أمام لوحة خشبية لسيدة فيكتورية.
ويعود الطابق العلوي إلى فترو الباروك التاريخية حيث الأسلوب الجديد في فهم الفنون البصرية، وهناك غرف نوم مستوحاة من الأسلوب الهندي، سرير ذو أربعة أعمدة، ومفرش سرير مزخرف بالحرير الأزرق ومطرز بالذهب، ويوجد أيضا جناح الأفيون الصيني، والجدران السوداء مطفية اللون في مقابل سرير أحمر خشبي، وسط الحرير الشرقي والمنحوتات التي تضيف طبقة أخرى من الثراء إلى المكان.
ويرافق هينكليف والدته إلى المعارض القديمة، وهناك تشكلت صورة الأعمال الفنية عنده، فرأى المعالق الجورجية المنحوتة، وفي عطلة نهاية الأسبوع اعتاد على الذهاب إلى مزرعة بالقرب من منزله في ليدز.
وبعد الانتهاء من تجديد منزله، بدأ الناس يلاحظون ذوق ديكوراته الداخلية، بما في ذلك بارون النبيذ في شمال إيطاليا، وهو مشروع تصميم جديد.