تبدو فكرة الجلوس في المنزل ومشاهدة المسلسلات التليفزيونية المألوفة أمرًا جذابًا للغاية، لا سيما بعد قضاء ساعات طويلة في العمل، ولكن لماذا يجد الكثيرون أن مشاهدة المسلسلات المعادة غير المثيرة التي تُعد المعادل البصري لبرنامج راديو يعمل في الخلفية هي الوسيلة الأكثر فعالية للحصول على الراحة الفورية؟
يقول عالم النفس السلوكي جو همنجز: "إن مشاهدة التلفزيون للحصول على الراحة أمرًا مثيرًا للاطمئنان والاسترخاء، إنه يؤثر على مراكز المكافأة في دماغنا مثلما تفعل قطعة الشوكولاتة أو كوب النبيذ في نهاية يوم طويل، ويؤدي لإفراز الدوبامين، ما يجعلنا نشعر شعورًا جيدًا، فنحن لا نحتاج إلى توقع ما سيحدث بعد ذلك، ما يؤدي إلى الحد الأدنى من التوتر أو إفراز الأدرينالين".
وبالنظر إلى قائمة المسلسلات الشعبية التي يعاد عرضها مرارًا، ستجد أن هناك بعض العناصر المشتركة بينها، العنصر الأول هو تمثيل مجموعة من الأصدقاء المقربين ذوي الشخصيات المألوفة، الذين تدور الأحداث حول هفواتهم ولحظات الفشل التي يمرون بها، ويوضح همنجز: "الشخصيات التي تدور حولها الأحداث في المسلسلات تثير شعور بالراحة، وهكذا هي الشخصيات الثابتة، المثال الكلاسيكي لهذا هو، بالطبع، مسلسل الأصدقاء، مع شخصياته التي يسهل التنبؤ بها".
كما تدور الكثير من المسلسلات الشعبية بين الباحثين عن مشاهدة التلفزيون للراحة في عالم غير مبالغ فيه، بحيث يمكن أن نرى أنفسنا، وغرف المعيشة لدينا، وعائلاتنا والعلاقات التي نعيشها، وكل هذا ينعكس بطريقة تطمئننا أننا أيضًا يمكننا أن نجد أشياء متميزة في حياتنا اليومية.
وأيضًا هناك عروض تعود بذاكرتنا للمرة الأولى التي شاهدناها بها، وهذا وحده يثير شعور بالراحة، فتلك المسلسلات التي تذكرنا بالنوم تحت بطانية أثناء إجازة مرضية من المدرسة، أو مشاهدة شاشات الكمبيوتر المحمول في أسرة أصدقاء الدراسة أثناء تناول دوريتوس.
وقد يكون من الجدير بالذكر أن نداء التلفزيون أصبح أكثر قوة مع زيادة الضغط لاستهلاك أشكال متنوعة من الثقافة والترفيه على حد سواء، ومع وجود خيارات متنوعة كثيرة من المسلسلات الجديدة في نيتفليكس، وأمازون، وسكاي بلاير، بي بي سي أيبلاير، فضلًا عن مجموعة كبيرة من القنوات في التلفزيون، فأصبح تحديد ما هو العرض الجديد الذي ستفضل مشاهدته أمرًا مثيرًا للقلق بدلًا من الفرح.