يعرض منزل كارلو فيسشيون، والذي يرجع تاريخه الحقيقي إلى الثلاثينات شرق لندن، الكثير من الدلائل على حياة المنزل السابقة، إذ يتواجد به شرائط من أرضيات القرميد عندما كان يضم المنزل مطعم لمدرسة؛ وتوجد به أيضًا مجموعة من اللوحات المعلقة، منذ أن كان يحتوي على قسم فني؛ وطبقتين من الزجاج المزدوج منذ أن كان استوديو للتسجيل، حيث استخدمه فريق لوكال بويز سابقًا؛ مع وجود العديد من الرسومات المشوهة التي تركها السكان السابقين اللذين احتلوا المكان أوائل 2000.
ومع الوقت اشترى المصمم فيسشيون، وزوجته مديرة المشروع، فلورنس أندروز، المنزل، والذي تم تقسيمه إلى شقتين، قبل أن يتم تجديده، وكان يمكث الزوجان في الطابق الأول لمدة عام، ويقول فيسشيون: "أدركنا على الفور أننا سنعيش في الطابق العلوي، مع غرف النوم في الطابق الأرضي، لأنها مضيئة، وسوف توصلنا إلى حديقة السطح"، وكان المنزل أشبه ببيت أشباح مهجور، إذ كان السقف يسرب الماء، ولكن الخبرة ساعدت الزوجان على العمل على كيفية الاستفادة القصوى من مساحه المنزل .
المنزل بمختبر العلوم تكريمًا لأول ظهور له، عندما كان ملحق لمدرسة فيكتورية، وبعد مرور عام من مكوث الزوجين في الطابق الأرضي، قررا إعادة هيكلة وتصميم المنزل، إذ تم استبدال ألواح الجصي والمادة العازلة بين الجدران الداخلية، وهدمت الجدران وتم التخلص من النوافذ القديمة المصنوعة على الطرز الفيكتورية القديمة واستبدلها بأخرى حديثة وذات أصار من الصلب وتم إزالة السقف المعلق لرؤية أوضح للحزم الخرسانية.
ويذكر أن أرضيات المنزل قد بنيت سابقًا من الطين، وهي طريقة بناء شعبية على الطراز الفيكتوري قبل دخول الخرسانة المسلحة، ولذلك كان من المقرر إعادة التخطيط للعمل الهيكلي الذي قامت به شركة "بلو إنجينيرينغ" بعناية حتى لا تفسد بنية المنزل الهشة، ويضم الطابق الأول الآن منطقة مفتوحة لتناول الطعام والمعيشة ومطبخ ومنطقة استقبال، ويوجد أعلى الدرج الجديد جدارًا من الرسم باللون الأزرق الداكن الفرنسي، معلق عليه خريطة قديمة هائلة من مسقط رأس فيسشيون، سويسرا، التي اشترىها أندروز من مزاد بيع السيارات في برن.
وتم تلوين الدرج باللون الأصفر الكناري مع الدرابزين المعدني الأصلي، ويمتد الدرج إلى مدخل الطابق الأول الذي يحتوي على المنطقه الخاصة بالزوجين، وهي غرفتي نوم وحمامين وغرفة مرافق وغرفة صغيرة أخرى، التي اتخذتها أندروز كاستوديو خاص بها للخياطة.
ولا يتمتع المنزل بحديقة أمامية أو خلفية تذكر لصغر المساحة، ولكن يوجد به حديقة على السطح يتم الوصول إليها عن طريق درج خاص منفصل، وتتمتلئ تلك الحديقة بالعديد من النباتات والخضروات والزهور، والتي تبدو طبيعية جدًا، لكنها في الواقع مصنوعة من البلاستك المعاد تدويره، ولكنها يوجد بها أيضًا بعض المزروعات الصغيرة من النعناع والريحان، والتي تستمتع بها أندروز كثيرًا.