عندما يتعلق الأمر بالإبداع يُمكن لـ "الكانفا"- أقمشة الكتان- أن تحدث فرقًا كبيرًا، فالتقيد بشئ ثابت في اختيار الديكورات يمكن أن يحدث شللاً للعقل، لذلك ليس من المستغرب أن تجد شقة "روندا دراكيفورد"، التي تقع شرق لندن بها العديد من الأفكار الإبداعية دون التقيد بنوع واحد سواء .
وانتقلت المصممة "روندا دراكيفورد" إلى شقتها الجديدة، قبل 18 شهرًا، بعد تغيير بسيط في العلامة التجارية "دارك روم"، وقد أخبرها صديق كان يستأجر الشقة المجاور عن تلك الشقة، وتقول "دراكيفورد" : "إنها ليست كبيرة بما فيه الكفاية لإقامة حفلة عشاء، لذا فهي أكثر حميمية وتعد ملاذًا لي، وهذا هو وقتها تماماً، وما أحتاج إليه فقط".
وكانت الشقة أشبه بالحفرة فهى صغيرة وطويلة ، وليس بها الكثير من الضوء، وبها خزائن معلقة قبالة الجدار، لكن الجزء الجيد انها في شارع رائع بالقرب من حديقة فيكتوريا، وتقول روندا فأنا أحب قضاء الوقت هناك ".
وكان مالك الشقة متفهمًا اتجاهات "دراكيفورد" مما جعلها أكثر ارتياحًا وهي تُضفي طابعها الخاص عليها، وقالت روندا عن الشقة "إذا كنت املك هذا المكان، كنت أعدت تحويله ولكني مجرد مستأجرة لذلك لا بد لي من حل وسط".
وتركز روح روندا الابتكارية على ماضيها. فقبل أن تستقرعائلتها في "بريستون" بـ "لانكشاير" ، قضت دراكيفورد مرحلة الطفولة المبكرة وهى تكافح بين منازل قواعد الجيش المختلفة مما أدى الى اشعال روحها وحماستها لإضفاء الطابع العملى فى التصميمات لتحقيق التغيير والتطور الذى يناسبها، وقد جاءت إلى لندن لدراسة تصميم الجرافيك في "سينترال سانت مارتينز" وشاركت في تأسيس وكالة إبداعية ناجحة، متعدده الطوابق ، قبل البدء في انشاء متجر "داركروم" مع صديقتها "لولو روبر" في عام 2009 , ولكنها أجبرت على غلقة نظراً لإرتفاع الإيجارات في عام 2016 ، وهى الآن تركز على القطع الخاصة بها التي تبيعها عبر الإنترنت وبعض المنافذ الاخرى , أمثال "بيرت& ماي و سومرست هاوس" .
تعمل روندا الآن مع Made.com، وتقوم بأكثر من تصميم داخلي تحت اسم ستوديو روندا. وتعرف روندا بنظرتها التحررية قليلاً وحبها للون الاسود فقد طلت حوائط شققها السابقة باللون الاسود ،لكن الاسود لم يصلح لشقتها الحالية نظرا لضيق المساحة وصغر الشقة ، لذا استخدمت المصممة اللون الابيض فى طلاء الحوائط لمزيد من الاتساع واقتصرت في استخدام الأسود على ألواح الارضيات، وقامت روندا بتغطية النافذة الكبيره والتى تتطل على الشارع مباشرة ببعض الديكورات من النباتات وقطع الديكورالمختلفة لمزيد من الخصوصيه بعد ان كانت مغطاه فقط بستائر بسيطة.
أما في المطبخ، فق استعانت ببعض الأرفف وأزالت وحدات المطبخ المتهالكة، وقامت بإعاده تقسيم المطبح لمزيد من المساحة، واستعانت ببعض الاكسسورات من "ايكيا" ، وصنعت دولاب لخلع الملابس وزينت أعلى السرير، ببعض النباتات الإصناعية .
اما عن الحمام فكان الأكثر تحدياً لروندا، إذ افتقدت أرضيات الحمام بعض البلاطات وخشيت روندا ان يستبدلها المالك ببعض البلاطات الغير مطابقة، مثلما فعل فى الشقة المجاورة، لذلك اختارت أن ترسم الفجوات بطلاء الأرضيات "الأيبوكسي"، لخلق مساحة من الجمال.