بنى مهندسون منزلا باسم "Makers" بتصميم محدد يمزج بين الحداثة والعصر الفيكتوري، إذ قالت صوفي غولدهيل التي تعمل مع زوجها ديفيد ليدكوت، في شركة "Liddicoat & Goldhill" للهندسة، وهما أيضا ملاك الفيلا الصغيرة: "أي شيء تمكننا من عمله بأنفسنا، بالفعل قمنا بعمله، بما في ذلك تنظيف المنزل، تزويد العمال بالمعدات، وحتى تحميل الطوب المخصص للبناء".
وذكرت صحيفة "الغارديان" أن غولدهيل وليدكوت نقلا مكتبهما الخاص إلى شرق لندن لإدارة المشروع ومتابعة عمية البناء، وقالت: "لقد شاهدت عددا كافيا من حلقات Grand Designs لأتعرف نتائج ما سنفعله، هل ستكون كارثية أو رائعة، هل ستقود إلى إفلاسنا أو طلاقنا".
ويعمل الزوجان مهندسان معماريان، وأرادا العمل بكل صدق والتغلب على التفاصيل الدقيقة واستغلال المساحة الضيقة للفيلا التي بُنيت على قطعة أرض صغيرة، وكان لديهما تصور لمنزلهما منذ عام 2008، وبالفعل بنيا أول منزل لهما في ذلك العام، وأطلقا عليه اسم "Shadow House" في شمال لندن، وفي هذا السياق، قال الزوج: "حينها لم يكن لدينا المال المتوفر لشراء أي شيء، لكننا كافحنا لبناء المنزل بأنفسنا، وتوفير المعدات بأسعار معقولة".
واستمتع الزوجان بمنزلهما القديم لأنهما عاجلا أو آجلا، كانا سينتقلان إلى منزل جديد أكبر، وبخاصة مع انتظار قدوم الطفل الأول، المنزل الجديد سيكون أكبر فقط، وقررا بيع المنزل القديم.
وسيطر هوس تصميم شيء جديد على الزوجين، حيث إنشاء نسخة معاصرة من الفلل الفيكتورية التي تعود إلى القرن التاسع عشر بلمسة عصرية، وقسما الفيلا إلى جزء لغرفة المعيشة والمطبخ الرئيسي، وغرفة لتناول الطعام، ومساحة خاصة لدخول الضوء، ونوافذ كبيرة بطول الجدران، والسقف المرتفع، كل هذا يتكون من خمسة طوابق فوق بعضها بعض، وبالداخل توجد أبواب انزلاقية، وستائر سميكة طويلة تغطي الجدران والنوافذ، كما يحتوي الطابق العلوي على غرفتي نوم وحمام، وتم تخصيص طابق ليكون مكتب، أما الغرفة السفلية للتدفئة في فصل الشتاء.
وقالت غولدهيل: "من المهم أن تشعر بالراحة في المنزل، وهذا يأتي من المواد التي تراها وتلمسها".
وبنى الزوجان الواجهة من الطوب الدنماركي باهظ الثمن، لكنهما استخدما أيضا مواد رخيصة، فبدلا من استخدام الطوب الدنماركي في كل المنزل، استخدما طوبا من محال "كوست" بتكلفة مناسبة، وبعد كل هذه الجهود، عاش الزوجان في المنزل لبضعة أشهر فقط، إذ أتى طفلهما الثاني، حيث قالا: "بدأنا في التفكير في الانتقال إلى مكان آخر"، لذا باعا المنزل إلى زوجين آخرين، غيرا من ديكور المنزل، حيث الأثاث الغريب، فهناك توجد أريكة كبيرة على شكل شفاه.
وتعيش الأسرة الآن في منزل مؤقت، لكن يؤكّد الزوجان أن لديهما مشروعا جديدا قادما، وفي الوقت نفسه، منزلها القديم مرشح إلى أن يفوز بجائزة المعهد الملكي للهندسة المعمارية البريطانية لهذا العام، وسواء فاز المنزل أو لا، فهو يقدّم درسا لكيفية استغلال المساحة والمال والجمال، كل ذلك في مكان واحد، وفي مساحة محدودة