تبدو حدائق لندن في هذا الوقت من العام باللون الرمادي، فمنتصف يناير/ كانون الثاني، بالنسبة لمعظمنا يعني التحديق من النافذة وأغصان الأشجار عارية والأرض باردة، ولكن التحدي هنا، هو أن تجعلي حديقتك جميلة على مدار السنة.
وتواجه بعض التحديات، مصممة الحدائق شارلوت روي، أثناء إعادة تصميم حدائق زبائنها، ولكن حين تعلق الأمر بمعالجة مشاكل مارك باكستر، وروبرت بريدي، كان لهما طلبا ملحا وعاجلا، فهناك منزل "إسلنغتون" بجانب القناة البحرية، وجداره الخلفي بالكامل مصنوع من الزجاج، وبالتالي حديقتهم دائما معرضة للثلوج.
ومن جانبه، يقول مارك باكستر " أردنا القيام ببعض الصيانة للحديقة، حيث وجود اللون الأخضر على مدار السنة، ويكون لدينا مساحات لدعوة الأصدقاء والجلوس في الحديقة"، وعلى الرغم من كونه يوم رطب وغائم، ظهرت الحديقة وكأنها جوهرة مصنوعة من حجر الزمرد، وهناك قائمة قصيرة بجائزة مجتمع مصممي الحدائق، وتحتوي على كنز من الأفكار.
وكانت المدرسة الفيكتورية السابقة للأطفال الفقراء، وكذلك قاعة الجيش الناجي، من بين المباني الغنية بمصادر الإلهام المثالي، وتحويلها بشكل كبير حين انتقل روبرت ومارك إليها، قبل 4 سنوات، فالتصميم الرائع باستخدام إطارات الصلب التي تطل على الحديقة مكونة من طابقين في خلفية المنزل، وتمتد من المطبخ في الطابق السفلي إلى الجزء العلوي من غرفة الجلوس في الطابق الأعلى.
وتقول المصممة روي "تحتاج إلى تغيير موسمي في الحديقة، وإلا ستصبح مملة، لذلك هناك شجرة هورنبيم جميلة ومتعددة الأجذاع، معلقة من حافة أوراقها البنية اللون، بجانب الهيكل العظمي المزخرف بأوراق الأشجار، وجدار الطوب طويل القامة المغطى أيضا بالأشجار خلف المنزل، وتتحول ألوان هذه الأشجار إلى اللون الأحمر في فصل الخريف، وفي فصل الربيع تتحول إلى اللون الأخضر".
واستخدم روبرت ومارك النباتات الاصطناعية مثل بيتوسيوروم توبيرا، وهما يتناسبان مع المناخ اللندني، وينضم إليها مجموعة من العشب الياباني، وليبرتيا غرانديفلورا، ويحيط بهم الخيزران، نبات ديستيشوس، والذي يزيد من أناقة المكان، ويزيد الخيزران من روح المرح والغرابة للحديقة، ووضعا صندوقا للفراشات الصغيرة في الحديقة، بجانب الشجيرات العمودية لوسيتيانيما وأكيبيا، وزهور الياسمين، وهناك شجرتان البلوط، واللذان يمنحان المكان الخضرة الدائمة، وأيضا أوراق الغلوكوس تشيمنغ ولونها الرمادي كانها خرسانة، فهي حقا حديقة لجميع المواسم.