عندما انتقل مارك كاميلين وليام ديني إلى ديفون، تلقيا مذكرة من عبر صندوق بريدهم من مجلس الرعية، ويقول مارك: "كانت الرسالة تقول: مرحبًا بكم في القرية دون حانة ولا خدمة حافلات، ولكن الكثير من الأنشطة الاجتماعية "، وبعد حياة المدينة، كان هذا بالضبط ما كانا يبحثان عنه، مضيفًا "لقد جئنا بفكرة الاستمرار في ممارسة عملنا المعماري، ولكن أيضًا العمل على ثلاثة أفدنة من الأرض، ما يمثل نسخة حديثة من نموذج حياة "The Good Life".
وكان منزلهم منزل معاصر صُمم وبُني من الصفر، ليحل محل مبنى أقل جمالًا، ويقول ليام: "إن الموقع شاعري، ولكن للأسف لم يتطابق المنزل السابق مع الموقع"، فما كان في الأصل كوخ مزرعة صغير يعود للقرن التاسع عشر قد طمس منذ فترة طويلة عبر التمديدات والتناوب والتغيرات، وكانت النوافذ بالية ورطبة، وكان المنزل كله به مشاكل في الخرسانة، ويقول مارك: "لم يعد يمكن التعرف على الكوخ الفيكتوري".
وعاش الزوجان في المنزل القديم لمدة عام بينما كانا يفكران في عدة طرق لإنقاذه، وخلال هذا الوقت، ظهرت المزيد من المشاكل، وأكد ليام: "في مرحلة ما، كنا نظن أن هناك شبح يقوم بكسر الأشياء، بداية من المرجل، ومفاتيح الإضاءة، وأقفال الأبواب، والنوافذ، والمرحاض، كل ذلك دُمر خلال العام، وكنا نريد استعادته، ولكن واقعيًا كان هناك القليل ما تبقى من المبنى القديم وكان ذلك أقل تكلفة للبدء من جديد، وبهذه الطريقة يمكن أن ننشأ منزل أكثر ملاءمة للبيئة وأكثر توافقًا مع الموقع".
وكان لدى الزوجين الكثير من الأفكار، فضلًا عن مشاركة بعض الأفكار من المعمارية الخبيرة كاميلين ديني، ولكن أيضًا استلهما خططهما من المهندسين المعماريين الدوليين المفضلين بما في ذلك ريتشارد نيوترا باستخدام "الزجاج البانورامي" ومن منزل ويلدريش هين في النمسا، وبالنظر أقرب إلى المنزل، فإنهما كانا يتطلعان إلى نمط المنازل في قريتهم وتخطيط الفناء ليبدوا على غرار المزارع المحلية.
وكشف مارك: "بعض المزارع لديها مباني متدهورة توفر المأوى، في حين أن البعض الآخر يعتبر عبارة عن ترتيبات أكثر عشوائية من المباني الخارجية، والهدف الرئيسي هو الوصول إلى الحيوانات من المنزل بسهولة في فصل الشتاء".
وكان تخطيط منزلهم في شكل Z، مع ملحق ضيف ومنطقة معيشة رئيسية في القسم المركزي، ولأخذها على نمط الحظيرة، فإن كل الجدران الخارجية مكسوة بألواح رقيقة من خشب الأرز الأحمر الكندي، وتحيط به مظلة خشبية حول منطقة جلوس تقع في الهواء الطلق، وفي المنزل يوجد جوهر الجدار الذي يضم رفوف مكتبية، ولوحات ملونة وسلم سري.
ويوضح مارك فكرتهم بالقول: "قبل بناء هذا المكان، كنا نعيش دائمًا في منازل فيكتوريا، والتي تميل إلى أن تأتي بالميزات الخاصة بها، لم نكن نريد مساحة تعطى شعور بلا روح نسبيًا"، لذلك خلقوا هذا الجدار المكتبة كنقطة محورية، وكما يقول: "أردنا أن يبدو هذا الجدار وكأنه كان دائمًا قائمًا، وتتخلل الألواح أقسام مرسومة بالألوان الزاهية، في جزء منها إشارة إلى أحد "الألوان القوية" التي حددها لو كوربوزييه.