يستغل الكثيرون من أصحاب الذوق الرفيع أسطح منازلهم والمباني لإنشاء وتصميم حدائق منزلية تشع بالروعة والجمال والابتكار والفن، بأفكار فائقة الدقة والتصميم المتقن، حيث يكون فناء السطح لا يقل جمالًا عن الحديقة الخارجية في المنازل الكبيرة بمنظر رائع، فلا بد هنا من معرفة كيفية استغلال هذه المساحات في أعلى المنازل للحصول على أفضل شكل وتصميم لتحويلها لحديقة رائعة الجمال بورودها الأنيقة والمساحات الخضراء الزاهية فيها أو من حيث المقاعد الفاخرة أو المظلات وغيرها.
وأظهرت تجربة مايك تونكين، وآنا ليو، في عام 2005 الخط الطبيعي حيث المسافة المفترض وجودها بين السقف والأرض، وطريقة استغلالها في التزين والديكورات بعدما وضعا جدران منحنية ذات زجاج مزدوج يحيط بفناء المنزل يمتلئ بمياه الأمطار، وزين الزوجان المهندسان المعماريان منزلهما، وليضيفان لمسة من الجمال على الشبابيك والسلالم والجدران الزجاجية المنحنية، وأطلق الزوجان على مشروعهما "Sun Rain Room" والذي توج بجائزة المعهد الملكي للمهندسين المعماريين البريطانيين، حيث تمكنا من تجديد منزلهما، ليجمع بين الجمال والأداء.
وفي هذا السياق، قال تونكين " لقد عملنا مع أفضل المهندسين في العالم، ولاختبار أن السقف سيدعم ما سنضعه عليه، علقنا أكياس البلاستيك، ووضعنا أشعة ليزر وتركناه لعدة أيام لنرى ما إذا سيتحرك شيئا"، وقد صمما الجدران المزدوجة حول الفناء البيضاوي ليمتلئ بالأمطار، وانتظر الزوجان حتى عام 2008، لاستئناف التخطيط، وبناء الجدران واستغرق ذلك وقتا طويلا، ولكن الأمر يستحق الانتظار.
والتقى الزوجان في تايوان، حين كان يعمل تونكين في شركة الهندسة المعمارية هناك، وجاءا إلى لندن في عام 1997، وعاشا في شقة في ماريبليبون، ورفضا الانتقال إلى مكان آخر حتى يجدا شيئا جميلا، وبعدما شاهدا نحو 220 منزلا، استقرا على شراء هذا المنزل، وقررا تطوير الجزء الخلفي منه، واليوم فاز تصميمها بالجائزة البريطانية، حيث يجمع بين الطبيعة والتكنولوجيا الهندسية والابتكار الهيكلي، وقد ابتكر الزوجان حديقة جديدة على السطح وهي المكان الأكثر خضرة في المنطقة، وتستمتع الطيور السوداء بتناول الديدان من على السطح.
ولتشكيل سقف منحني حول الفناء تم قطع طبقات من الخشب الرقائقي على آلة التصنيع، ولصقهما الزوجان باستخدام الغراء ومن ثم التدبيس، ورفعا الدار الخلفي قليلا ليتمكنا من وضع السقف عليه، واستبدلا المراحيض بخزانات معكوسة، وحين تعبر الفناء تلاحظ الشقوق بين الألواح، وهذا هو المكان الذي تدور به المياه، حيث تجمع مياه الأمطار في خزان ضيق، عبر أنبوب منفصل مصمم للضخ.
ويوجد في سقف الشرفة فتحات تدخل الضوء إليها، وتضيف لمسة ساحرة، خاصة في الليل، وقد جدد الزوجان البيت بالكامل، وزرعا العديد من النباتات حول المنزل من بينها شجر الصنوبر.