ما أجمل أن تقضي قسطا من الراحة بمحاذاة البحر، مستمتعاً بخرير المياه، مشاهداً تلاطم الأمواج وهي تؤدي رقصاتها الجماعية على إيقاع متناسق وجميل، ولكن قد يكدر صفوك صوت الأطفال الصغار وهم يركضون وينشدون، فرحين بزرقة السماء وصفاء المياه، كل هذه الصور ستلازمك وتراود مخيلتك وأنت جالس هذه المرة في بيتك، قد تتساءل كيف ذلك؟
إنه أمر بسيط، فلو كنت تملك بيتاً بمسبح، لاستمتعت أكثر بالهدوء والسكينة، والمياه الصافية الراكدة، التي تجعل خيالك يغوص بأعماقها، راسماً صوراً جميلة، ومشاهد بديعة، تنسيك تعب الدوام الرسمي، وحركة الحياة الدؤوبة التي لا تسكن عجلتها أبداً ما دام للحياة بقية، لقد آن الأوان لقسط من الراحة في حديقتك، بمحاذاة مسبحك.
سكينة وراحة بال
ولعل ما يميز وجود المسابح في الحدائق المنزلية، هو ذلك التأثير القوي الذي يعكسه وجودها علي نفسية الإنسان، فصفاء المياه النقية ينم عن صفاء الذهن من شوائب الحياة وتراكماتها، راحة بال يشعر بها الشخص الذي يتخذ من هذه الحديقة ملاذاً يهرب إليه، حاملاً بيده كتاباً أو رواية ليست لها أي علاقة بعمله اليومي ولا بمشاكله المهنية، أفكار جديدة، قصص واقعية كانت أم خرافية، توقيت مدروس ومكان مناسب، وبالمقابل مسبح ينعش الروح ويجددها، أما أن كان من الأشخاص الذين يعشقون القلم ورائحة حبره، فان هذه الحديقة بمسبحها، هي المكان الأمثل كي يطلق العنان لأفكاره، ويفك القيود عن أنامله، لسيل الحبر على ورقه، مغيراً بياضها إلى لوحة من الحروف والكلمات، جمل وعبارات قد تكبر وتنمو لتصير نثراً أو شعراً، خاطرة أو قصيدة، لا يهم ما النتيجة، المهم أنه استغل وقت راحته في مكان يبعث على السكينة وراحة البال.
انتعاش في الصيف
وجود المسابح في حدائق البيوت وخاصة في دولة كالإمارات، مهم للغاية، حيث كما هو معروف، صيفها حار جداً، ويضطر فيه معظم المقيمين إلى السفر هرباً من قيظه وحرقة شمسه، على عكس أصحاب البيوت التي تحتوي حدائقها على مسابح، فهي رائعة طوال السنة، وتكون أروع في فصل الصيف، حيث تبعث مياه مسابحها علي الانتعاش وتعمل كملطفات للجو، فتجد الأطفال وحتى الكبار يقضون فترات طويلة من النهار وحتى الفترة المسائية أحياناً بالسباحة واللعب جنب هذه المسابح، مروحين عن أنفسهم، ومخفضين لدرجة حرارة الجو ببرودة مياه المسبح.
أشكال وألوان مبهجة
عند تصميم المسابح، يلجأ صاحب البيت إلى مهندس الديكور الذي يسعى جاهداً لإرضاء زبونه والتوفيق في تصميمه، يقول عصام محمد، مصمم ديكور خارجي: “تصميم مخططات الحدائق المنزلية عملي المفضل، ولعل تصميم المسابح هو أكثر جزء أعشقه، حيث أفرح كثيراً عندما يزورني زبون يملك حديقة واسعة ويريد أن يجعل بها مسبحاً، فأسأله إن كان له أطفال، أو إن كان يريد الحديقة كديكور يستقبل من خلاله أصدقاءه، ويقيم به حفلات الاستقبال، وفي ضوء أجوبته، يكون التصور في تصميم المسبح بشكل ولون أرضية وبلاط بطريقة محددة”.
ويضيف: “إن كان البيت به أطفال كثيرون، فإنه يفضل استخدام مسابح تحتوي أرضياتها على أشكال ورسومات أسماك ودلافين، وألوان تبعث على البهجة والسرور، حيث تنعكس هذه الصورة من خلال صفاء مياه المسبح، أما إن كان المنزل لا يضم أطفالاً في أفراده، فيفضل استخدام مسابح بأشكال غريبة، تعكس فخامة ورقي المكان، حيث سيتمكن صاحب البيت وزوجته من إقامة حفلات أعياد الميلاد، وحفلات الاستقبال، أو أية مناسبة تنفع أن تكون الحديقة مكانا لإقامة فعالياتها”.
علاقات اجتماعية
الشخص الذي يمتلك مسبحاً في بيته أوفر حظاً عن غيره ممن لا يملكون مسابح بحدائقهم، حيث يمكنه أن يستغل وجود المسبح ويزينه بالورود الحمراء والشموع المعطرة داخل الشمعدانات المغطاة تقاء الريح، أن يضفي جواً من الرومانسية التي تعكس مشاعر حبه وإعجابه بزوجته مثلاً في مناسبة ذكرى زواجهما أو عيد الحب الذي كان تاريخه منذ يومين فقط، أو دعوة أصدقائه لإقامة حفلات شواء بمحاذاة المسبح، أو للاحتفال بأعياد الميلاد، حيث يزين المسبح ومحيط الحديقة كاملاً بأشرطة الزينة، والورود والشجيرات الصغيرة، التي قد تستخدم كذلك للاحتفال برأس السنة.
نصائح لتجنب مخاطر المسابح
لابد لمن له أطفال، أن يحذر ويوفر الاحتياطات اللازمة كي يحمي أطفاله من مخاطر المسابح، كالسقوط والغرق، لذلك وجب عليه أن يستغني عن البلاط ويعوضه بأرضية خشبية تمنع تزحلق وسقوط الأطفال، كما يحبذ لو كان له رضيع أن يضع درجاً حيث لا يتمكن ذاك الرضيع من صعوده، ويجب كذلك وفي كل الحالات أن يكون المخرج المؤدي إلى المسبح عبارة عن باب يحرص الوالدان على إبقائه مغلقاً منعاً لتسلل الأطفال عبره.